مقالات طبية

تحذير أمريكي.. ربما نشهد موجة جديدة من كورونا

يستعد مسؤولو قطاع الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية لموجة جديدة من فيروس كورونا المستجد قد تضرب البلاد خلال وقت قريب، وذلك بعد أسابيع قليلة من موجة إصابات قياسية تسبب بها المتحور أوميكرون. فما هي الموجة الجديدة من كورونا؟

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مسؤولي قطاع الصحة يستعدون بالفعل لمواجهة موجة جديدة من كورونا خلال الأيام المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن الموجة المحتملة من الجائحة تمثل تحدياً كبيراً لخطط البلاد التعايش مع الفيروس إلى جانب العمل على الحد من تداعياته.

ويأتي التحذير من موجة محتملة من الفيروس في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة تخفيف القيود التي كانت مفروضة لنحو عامين بسبب الجائحة، والعمل على العودة بالحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور المرض.

وبدأ المشرعون الأمريكيون في رفع إلزامية بعض القيود التي كانت مفروضة لفترة طويلة ومن بينها وضع الكمامة وتلقي اللقاح ومواصلة فتح الأماكن العامة كالمطاعم والمشارح ودور السينما.

لكن العلماء يحذرون حالياً من أن الحكومة الأمريكية لا تقوم بما يلزم لمنع الدخول في موجة جديدة من الوباء ويتهمونها بتعريض الشرائح الضعيفة من الناس لخطر كبير.

وقال العلماء إن خطط التعايش مع الوباء تنطوي على مخاطر كبيرة ربما تكون سبباً في قلب حياة الناس رأسا على عقب.

ورغم أن اللقاحات قادرة حتى الآن على معالجة المرض ومواجهة انتشار العدوى بشكل جيد إلا أن توفير ما يلزم من الجرعات للحفاظ على الصحة العامة في حالة آمنة ما يزال أمرا محفوفاً بالغموض.

لقد تراجع معدل التلقيح اليومي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ ظهور اللقاحات، وذلك رغم أن ثلثي السكان حصلوا فعلياً على جرعات معززة من اللقاح لتعزيز مكافحة العدوى.

كان التحذير الأكثر قوة هو الذي جاء من غرب القارة الأوروبية الذي ما تزال بعض دوله مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تواجه زيادة متواصلة في أعداد الإصابات اليومية.

وتعاني هذه الدول تحديداً من سلالة جديدة تطورت من المتحور أوميكرون وتعرف باسم “بي إيه 2″، وهو ما يعني أن فترة الهدوء التي حظيت بها العديد من دول العالم قد تكون على وشك الانتهاء.

يقول علماء الأوبئة إن ثمة العديد من اوجه التشابه بين الوضع في الولايات المتحدة والوضع في دول غرب أوروبا، وهو ما يعزز احتمالية ظهور السلالة المتحورة من أوميكرون فيها خلال الفترة المقبلة.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان المتحور الجديد سيضرب الولايات المتحدة فعلياً أم لا، ولا يعرف متى يمكن أن يحدث ذلك إن حدث، ولا حتى هناك تنبؤات بمدى قوته.

وقال عالم الفيروسات كريستيان أندرسون إن الولايات المتحدة قد تشهد موجة جديدة من الوباء في أقرب مما يظن غالبية الناس. وأكد أن هذه الموجة قد تجتاح البلاد في أبريل المقبل، أو ربما في فصل الربيع أو بداية الصيف على أقصى تقدير.

وقالت نيويورك تايمز إن سلالة “بي إيه 2” ظهرت بالفعل في غرب أوروبا في وقت كانت تقوم فيه بعض الدول بتخفيف قيود كورونا وإلغاء إلزامية وضع الكمامات، وهو ما قد يزيد من انتشاره.

ولفت العلماء إلى أن السبب في تفاقم السلالات الجديدة من الفيروس يعود بشكل أساسي إلى تراجع مناعة الناس بعد تلقي اللقاحات أو بعض الإصابة بالمرض بفترة.

سلالة جديدة في “إسرائيل”

في يناير من العام الجاري، اكتشف العلماء في “إسرائيل” سلالة جديدة من الفيروس عبارة عن مزيح من المتحورين دلتا وأوميكرون.

وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدم العدالة في توزيع اللقاحات بين الدولة الغنية والدول الفقيرة قد يكون سبباً في ظهور سلالات جديدة أشد فتكا.

وسيطرت الدول الغنية على غالبية اللقاحات التي تم انتاجها خلال العامين الماضيين وحتى في الحالات التي تمكنت مبادرة كوفاكس لتقديم اللقاحات مجانا للدول الفقيرة، فإن هذه الدول واجهت أزمة مالية في حفظ اللقاحات وتقديمها للسكان.

وفي حين يقول علماء إن كل سلالة جديدة من الوباء تكون أسرع من حيث الانتشار وأقل من حيث القدرة على قتل البشر، فإن آخرين أكدوا أن هذا الأمر غير دقيق، لأنهم لم يشهدوا فيروساً له القدرة على التحور بهذه الطريقة وهذه السرعة.

وبدأت العديد من الدول التعايش مع الوباء ورفع القيود التي كانت مفروضة للحد منه، وذلك تحت أثر تراجع الإصابات وحالات الوفاء ومضي التطعيم قدماً، لكن العلماء ما زالوا يؤكدون أن الوضع ليس آمنا.

ومؤخراً قالت منظمة الصحة العالمية إن الأمر ربما لن يقتصر على تلقي جرعتين أو ثلاث من اللقاح، مؤكدة أن العالم ربما يكون بحاجة لتلقي جرعة سنوية تجنباً لوقوع كارثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى