العناية الشخصية

بينها التصالح مع النفس.. العادات النفسية للأشخاص الناجحين

هناك العديد من الأمور النفسية التي يمتلكها الأشخاص الناجحون جدًا في حياتهم ومن بين هذه الأمور أنهم صادقون إلى حد كبير ومتصالحون مع ذواتهم. في هذا المقال سنطرح لكم بعص العادات النفسية للأشخاص الناجحين جدًا.

يقول خبراء إن الأشخاص الناجحين لا ينتقدون أنفسهم كثيرًا ولا يجترون الأحزان ولا يميلون إلى فكرة الحكم الذاتي ولا يتحدثون بالسلب عن أنفسهم بشكل عام.

في موقع “ميديوم”، نشر الخبير النفسي نيك ويغنال، مقالاً طرح فيه سبع عادات نفسية غالبًا ما يتمتع بها الأشخاص الناجحون جدًا، والتي يمكننا تعلّمها وتعليمها لأطفالنا في محاولة لدفعهم نحو النجاح.

يعترفون بمشاعرهم مبكرًا

يقول الخبير النفسي إن النجاح سيبدو أمرًا صعبًا إذا كنا مغمورين باستمرار بالمشاعر المؤلمة، مشيرًا إلى أننا نعيش العديد من الظروف الصعبة كالخوف والغضب والحزن.

لكن بعضنا يتعامل مع هذه الأمور بطريقة إيجابية على عكس آخرين يتعاطون معها بطريقة سلبية، فيما هي أسباب ذلك؟

من السهل، بحسب ويغنال، أن ندير المشاعر الصعبة عندما نصاب بها مبكرًا لأن تراكم هذه المشاعر سيؤدي مع مرور الوقت إلى زيادتها وزيادة حدَّتها، وهو ما يؤدي إلى تشتت الانتباه وقلة التركيز في العمل.

لو تمكن الإنسان من الاعتراف بمشاعره مبكرًا فور إحساسه بها ثم التحقق من صحتها بدلاً من السعي للتخلص منها فإنه سيحظى بفرصة أفضل للاحتفاظ بتوازنه العاطفي ومواصلة حياته بنجاح.

مراقبة طريقة تفكيرك

بعيداً عن تجاهل المشاعر فور ظهورها، فإن سببًا آخر قد يزيد من هذه المشاعر السلببية، وهو أمر يقوم الأشخاص بتغذيتها حتى ولو من دون قصد، عبر نمط تفكيرهم.

يقول المقال إن أمورًا مثل القلق المزمن والحديث السلبي عن النفس يتحول مع الاستمرار فيها إلى مشاعر راسخة في النفس، وتصبح قوية وطويلة الأمد.

وينصح الخبير النفسي بتعلم طريقة إدارة التفكير في حال كنت راغبًا بالتحكم في عواطفك، مؤكدًا أن غالبية الناس لا يدركون أنماط تفكيرهم بشكل كامل.

لذلك، يجد أغلب الأشخاص أنفسهم رهن المشاعر التي تؤدي إلى أنماط معينة من التفكير، فالنقد الذاتي المستمر يورث الشخص مزيدًا من عدم الثقة بالنفس.

الأشخاص الناجحون غالبًا ما يدققون في الأشياء ويلاحظون أفكارهم وينتبهون إليها بسرعة، لذلك، فإنهم يدركون طبيعة الدور الذي يقومون به منذ البداية ويبتعدون عن أنماط التفكير الضارة.

هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون أقدر على تنظيم أنماط تفكيرهم والعواطف التي تترتب عليها.

يتعاطفون مع أنفسهم حينما يخطئون

ينقسم الأشخاص الناجحون إلى قسمين، أحدهما ناجح من جدًا من الخارج ومع ذلك يكون بائسًا من الداخل، فيما النوع الآخر فإنه ناجح من الخارج ومستقر داخليًا وواثق من نفسه نسبيًا.

أحد أسباب هذا الاختلاف الأساسية؛ التغلب على مشاعرك الداخلية القوية عندما تقترف خطأ أو تقصيرًا ما. فالأشخاص الناجحين خارجيًا وبائسين داخليًا غالبًا ما يحكمون على أنفسهم بقوة عندما يخطئون؛ لأنهم يفكرون كثيرًا في أخطاء الماضي ويخشون ارتكاب أخطاء أخرى مستقبلاً، وهم بصفة عامة سيئون مع أنفسهم.

أما أولئك الناجحين خارجيًا وهادئين داخليًا، فإنهم غالبًا ما يتعاطفون بقوة مع ذواتهم ويحاولون التعلم من أخطائهم ولا يتحدثون عنها كثيرًا ولا يعتبرونها طبعًا عامًا في أنفسهم.

يستمعون لمشاعرهم لكنهم لا يثقون بها غالبًا

تقع غالبية علاقات الأشخاص مع أنفسهم على طرفي نقيض فإما أنهم يرفضون مشاعرهم ويتجنبونها ومن ثم لا يعرفون الكثير عنها ولا يدركون مدى تأثيرها عليهم خارج نطاق الوعي.

وثمة أشخاص مهوسون بمشاعرهم ويفرطون في التركيز عليها وبالتالي يكونون مدفوعون بالعواطف جدًا وهم يتخذون قراراتهم ويحددون خيارتهم.

في المقابل، فإن من العادات النفسية للأشخاص الناجحين أنهم غالبًا ما يجدون مقاربة وسطًا لعواطفهم، لأنهم غالبًا على دراية بمشاعرهم لكنهم لا يثقون بها.

يحدثون توقعاتهم دائمًا

تمثل التوقعات معتقدات الشخص حول المستقبل أو الأمور التي يعتقدون أنها واجبة التحقق، ودائمًا ما تكون حاضرة في خلفياتهم الذهنية، أي أنهم نادرًا ما يفحصونها أو يجرون مراجعات لها.

وينصح الخبراء بأن تكون توقعاتك واقعية في حال وجودها لأن كثيرون ينتهي بهم الأمر إلى الوقوع في انواع من التخريب الذاتي والممارسات السيئة؛ لأنهم يعملون وفق توقعاتهم القديمة.

أما الناجحون، فيعرفون أن الاستمرار في اتخاذ قرارات جيدة في واقع دائم التغير يتطلب فحص التوقعات وتطويرها بشكل خاص حتى يمكنهم تحقيقها بدلاً من الابتعاد عنها.

رعاية الذات

من المعروف أن إدارة المشاعر ليس أمرًا سهلًا، ويتطلب إنجاز ذلك الأمر بشكل سليم دعمًا عقليًا قويًا؛ لأن أي شيء خلاف ذلك يشبه من يمارسون الرياضة ويتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي.

النجاح يعتمد على صحة العقل، والعقل السليم يعتمد على العادات الصحية. والأشخاص الناجحون يعرفون أن أداء أفضل ما لديك يعتمد على القوة العاطفية والذكاء الذهني، وأن هذه الأشياء تتطلب وقتا واستثمارًا.

يقول الخبراء إن صحة العقل مهمة جدًا لتحقيق النجاح وإن العقل السليم بحاجة لعادات صحية سليمة.

ضعفاء عاطفيًا في بعض الأوقات

يقول الخبراء إن مصطلح الضعف العاطفي يمثل أحد المصطلحات التي لا تستحق التفكير فيها لأن غالبية الناس لا يفهمون ما يعنيه هذا المصطلح بشكل جيد.

الضعف العاطفي يعني أن يكون الشخص قادرًا على الحديث عن مشاعره خاصة في المواقف الصعبة. هذا الأمر ليس مهمًا فقط من الناحية العاطفية إنما أيضًا مهم للحفاظ على علاقات جيدة ومتوازنة مع الآخرين، وهي علاقات مهمة جدًا لمن يرغبون في النجاح.

خلاصة القول، إن رحلة النجاح في حياة الإنسان تعتمد على مدى شعوره بالثقة وقدرته على التحدث بما يشعر به بشكل واضح.

الأشخاص الناجحون يفهمون أن كشف الضعف العاطفي وصدقهم بشأن ما يشعرون به، فإنهم يساعدون الآخرين على القيام بالفعل نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى