مقالات طبية

كيف تتخلص من الكسل خلال فصل الشتاء؟

غالباً ما يزداد الشعور بالكسل خلال فصل الشتاء حيث تتحول مغادرة الفراش إلى تحد يومي يخوضه الجميع ويواجهون صعوبة دائمة في التغلب على رغبة البقاء في دفء الفراش.

فإلى جانب شعورك بالبرد والذي يعزز رغبة البقاء في الفراش، هناك أيضاً شعور الكسل الذي يدفع كثيرين إلى التفكير في تأجيل أعمالهم أو مهامهم من أجل البقاء في السرير أو في المنزل على أقل تقدير.

لكن هذا الأمر لا يتماشى مع طبيعة الحياة التي باتت تعتمد على العمل بالأساس، ومن ثم فإن مسألة البقاء في فراشك أو منزلك خلال الشتاء، لم يعد خيارًا، كما لم يعد الخروج من البيت كذلك. الأمر أصبح أمرًا واقعاً.

لذلك، فإن هناك مجموعة من الأمور التي يمكنها مساعدتك على الفوز في التحدي اليومي المتمثل في التخلص من الكسل في فصل الشتاء.

التعرض لضوء الشمس

تشير الدراسات إلى أن عدم التعرض لضوء الشمس لفترات كافية بسبب قلة ساعات النهار خلال فصل الشتاء قد يصيب الساعة البيولوجية للشخص بالعطل، وهو ما يطلقون عليه “دورات النوم والاستيقاظ”.

ويعود هذا الأمر بالأساس إلى هرمون الميلاتونين الذي يفرزه جسم الإنسان خلال الظلام، وهو هرمون يتحكم في شعور الشخص بالنعاس.

وكلما تراجعت معدلات تعرضك للشمس كلما زاد إفراز الميلاتونين في الجسم وزادت رغبتك في النوم.

من المهم جداً أن تبدأ يومك مبكراً وأن تشرع ستائر البيت فور قيامك من السرير لكي تعطي فرصة لدخول الشمس إلى غرفتك أو إلى منزلك. ومن المهم أيضاً ان تخرج من البيت خلال ساعات النهار كلما استطعت ذلك.

ولا بد من معرفة أن المشي تحت أشعة الشمس ولو لفترة قصيرة سيعزز طاقة جسمك ويقلل من ضغط الدم ويحسّن حالتك المزاجية.

المشي تحت أشعة الشمس ولو لفترة قصيرة سيعزز طاقة جسمك
المشي تحت أشعة الشمس ولو لفترة قصيرة سيعزز طاقة جسمك

الاعتدال في النوم

كلما قلَت ساعات النوم كلما تراجعت قدرة الجسد على القيام بمهام أكبر. ومع ذلك، فإن الإفراط في النوم هو الآخر يمنحك شعوراً بالخمول طوال اليوم، خاصة في فصل الشتاء، حيث برودة الجو وغياب الشمس يدفعان الإنسان بقوة نحو الفراش.

لكن إحساسك بالرغبة في النوم لا يعني أبداً أنك ستمضي يومك كله في الفراش. هذا أمر غير ممكن.

عليك دائمًا مقاومة تلك الرغبة مهما كانت جامحة، واتباع عادات نوم صحية بحيث لا تظل في فراشك أكثر من 8 ساعات في اليوم.

سيساعدك تنظيم النوم على الذهاب للفراش والقيام منه في أوقات محددة، غالباً ستكون محددة أيضاً، بسبب تعود الجسم على موعد النوم وموعد الاستيقاظ.

ولكي تحصل على فرص نوم هادئ، لا بد أن تكون غرفة نومك مخصصة لغرض النوم فقط، عليك ألا تبقى بداخلها لفترات طويلة خلال النهار.

من المهم أيضاً أن تتجنب النظر إلى الشاشات قبل ساعة من النوم على الأقل، وقلل من جرعات الكافيين كلما دخل عليك الليل. النظر للشاشات وتعاطي الكافيين يقللان احتمالات النوم بسرعة.

لا تبقى في فراشك أكثر من 8 ساعات في اليوم
لا تبقى في فراشك أكثر من 8 ساعات في اليوم

ممارسة التمارين الرياضية

من المعروف أن بذل المجهود غالباً ما يكون هو آخر ما يفكر به الشخص في أيام الشتاء الباردة، لكنك ستشعر بنشاط غريب بعد وقت قليل من الشروع في عمل التمارين الرياضية، ولو لوقت قليل.

التمارين الرياضة تعطي الجسم دفعة من هرمون الإندروفين الذي يعزز بدوره الشعور بالسعادة والإقبال على عمل مزيد من المهام خلال اليوم.

كما إن الرياضة بصفة عامة تقلل الشعور بالتعب أو الكسل وتجعل النوم أفضل وتقلل الوزن، وهو أحد أكبر المشكلات التي تتفاقم خلال فصل الشتاء.

الرياضة بصفة عامة تقلل الشعور بالتعب أو الكسل
الرياضة بصفة عامة تقلل الشعور بالتعب أو الكسل

الاهتمام بالطعام الصحي

من الأمور المهمة خلال فصل الشتاء، المداومة على نظام غذائي؛ لأن الغالبية تفقد شغفها بإنقاص الوزن وتفرط في تناول النشويات بحثاً عن الدفء والشبع معاً.

مع ذلك، من الضروري جداً الاهتمام باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لأنه يمنح الجسم مزيداً من الطاقة التي تساعدك على مقاومة الكسل خصوصاً لو أضفت له الخضروات والفاكهة.

ويستحسن الاهتمام بأنواع الطعام الغنية بالعناصر لزيادة التركيز على تناول الكافيين، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن الحلويات؛ لأنه تمنحك طاقة مؤقتة.

الشوفان أيضًا مهم لمقاومة الكسل في الشتاء، لأنه عندما تتناوله في أول اليوم يزيد من فيتامين “ب” في الجسم، والذي يعمل بدوره على تحويل الطعام إلى طاقة. كما أنه يمنح شعورًا أطول بالشبع.

الشوفان أيضًا مهم لمقاومة الكسل في الشتاء
الشوفان أيضًا مهم لمقاومة الكسل في الشتاء

الاهتمام بالفيتامينات والمعادن المهمة

من بين الأمور التي تزيد الشعور بالكسل، تراجع فيتامين “دي” في الجسم، لذلك حاول الحصول عليه من خلال الأسماك والبيض، لأن أشعة الشمس ليست متوفرة بما يكفي في فصل الشتاء.

ولكي تحصل على الحديد أيضاً يمكنك تناول الخضروات الورقية الخضراء واللحم الأحمر الخالي من الشحم والفول والمكسرات والعدس.

المكسرات تمنح الجسم الحديد الذي يساعده على مقاومة الكسل
المكسرات تمنح الجسم الحديد الذي يساعده على مقاومة الكسل

الاسترخاء

غالباً ما يزيد الشعور بالإرهاق والكسل بسبب التوتر الذي يترتب على رغبة الشخص في إنجاز كل شيء خلال فترة النهار القصيرة في الشتاء.

ولأنه لا توجد حلول سريعة لتقليل التوتر، يعتبر اللجوء إلى بعض الأمور الأخرى التي تساهم في تقليله، كالتأمل وممارسة اليوغا أو تمارين اليقظة؛ لأنها تمنحك قدرًا من الاسترخاء.

لكي تتخلص من التوتر بطريقة سريعة يمكنك اللجوء إلى التنفس اليقظ لبضع دقائق، عبر أخذ أنفاس عميقة وبطيئة مع التركيز على آثارها على الجسم.

ورغم أن الشعور بالكسل أو الإرهاق خلال فصل الشتاء ليست مؤشراً على أمر صحي خطير إلا أنه قد يجلب لك بعض الأمراض من قبيل الاكتئاب الشتوي، او متلازمة التعب المزمن، وفقر الدم.

بناء على ذلك، عليك مراجعة الطبيب في حال كان الشعور بالكسل والإرهاق ملازماً لك طوال فصل الشتاء أو إذا كان يؤثر بشكل كبير على مهامك اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى