مقالاتمقالات طبية

العلماء يبتكرون ناقلات نانوية لعلاج السرطان

تمكن باحثون من تصميم ناقلات نانوية لعلاج السرطان، اعتماداً على ناقلات الأدوية مصنوعة من الحمض النووي والتي تكون أصغر بـ 20 ألف مرة من شعر الإنسان.

ويمكن لهذه الناقلات الجديدة أن تحسن طريقة علاج السرطان والأمراض الأخرى، حيث يمكن برمجة الناقلات الجزيئية كيميائيًا لتقديم تركيز مثالي من الأدوية، مما يجعلها أكثر كفاءة من الطرق الحالية.

قام فريق من الباحثين الكنديين من جامعة مونتريال (UdeM) بالإبلاغ عن التفاصيل في دراسة جديدة ستنشر يوم 2 نوفمبر في مجلة Nature Communications.

كيف ابتكروا ناقلات نانوية لعلاج السرطان؟

يعد توفير جرعة دواء علاجية والحفاظ عليها طوال فترة العلاج إحدى الطرق الرئيسية لعلاج المرض بنجاح.

يزيد التعرض المفرط للعلاجات من الآثار الجانبية. ومن ناحية أخرى، يقلل التعرض العلاجي دون المستوى الأمثل من الكفاءة ويؤدي عادةً إلى مقاومة الأدوية.

يتمثل التحدي الرئيسي في الطب الحديث في الحفاظ على التركيز الأمثل للأدوية في الدم.

نظرًا لأن معظم الأدوية تخضع لتدهور سريع، يضطر المرضى إلى تناول جرعات متعددة على فترات منتظمة.

غالبًا ما ينسى العديد من المرضى تناول الأدوية في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى جرعات أقل من الأمثل.

ولأن كل مريض لديه ملف حركي دوائي مميز، فإن تركيز الدواء في دمه يختلف بشكل كبير.

مع ملاحظة أن حوالي 50% من مرضى السرطان يحصلون على جرعة دوائية مثالية خلال علاج كيميائي معين، بدأ الأستاذ المساعد في الكيمياء أوديم أليكسيس، وهو خبير في تقنيات النانو المستوحاة من الأحياء، في استكشاف كيفية سيطرة الأنظمة البيولوجية على تركيز الجزيئات الحيوية والحفاظ عليها.

وقال أليكسيس “لقد وجدنا أن الكائنات الحية تستخدم ناقلات البروتين المبرمجة للحفاظ على التركيز الدقيق للجزيئات الرئيسية مثل هرمونات الغدة الدرقية”.

وأضاف” وجدنا أيضا أن قوة التفاعل بين هذه الناقلات وجزيئاتها تملي التركيز الدقيق للجزيء الحر”.

وقادت هذه الفكرة البسيطة إلى البدء في تطوير ناقلات عقاقير اصطناعية تحاكي التأثير الطبيعي للحفاظ على تركيز دقيق للدواء أثناء العلاج.

قام العلماء بتحديد وتطوير اثنين من ناقلات الحمض النووي: أحدهما للكينين، ومضاد للملاريا، والآخر لدوكسوروبيسين، وهو دواء شائع الاستخدام لعلاج سرطان الثدي وسرطان الدم.

وأوضح الباحثون أن هذه الناقلات الاصطناعية يمكن برمجتها بسهولة لتوصيل والحفاظ على أي تركيز محدد من الدواء.

وقالوا إن الأكثر إثارة للاهتمام، أنهم وجدوا أيضًا أن هذه الناقلات النانوية يمكن أن تستخدم أيضًا كمستودع للأدوية لإطالة تأثير الدواء وتقليل جرعته أثناء العلاج.

ميزة أخرى مثيرة للإعجاب لهذه الناقلات النانوية، هي أنه يمكن توجيهها إلى أجزاء معينة من الجسم حيث تشتد الحاجة إلى الدواء.

ومن حيث المبدأ، يقول الباحثون، فإن هذا الأمر يجب أن يقلل من معظم الآثار الجانبية.

ليس مجرد كوابيس.. ما هو “الذعر الليلي”؟

العلماء
العلماء

انخافض السمية في الفئران المعالجة بالنانو

باستخدام ناقل الأدوية الجديد الذي تم تطويره من أجل دوكسوروبيسين.

أظهر الفريق أن تركيبة معينة لناقل الدواء تسمح بالحفاظ على دوكسوروبيسين في الدم ويقلل بشكل كبير من انتشاره نحو الأعضاء الرئيسية مثل القلب والرئتين والبنكرياس.

وفي الفئران التي عولجت بهذه الصيغة، تم الحفاظ على الدوكسوروبيسين 18 مرة أطول في الدم وتم تقليل السمية القلبية أيضًا، مما جعل الفئران أكثر صحة كما يتضح من زيادة الوزن الطبيعي.

قال الباحثون إن هناك ميزة أخرى رائعة لناقلات النانو لدينا وهي تعدد استخداماتها.

في الوقت الحالي، أظهر العلماء مبدأ العمل لهذه الناقلات النانوية لعقارين مختلفين.

لكن بفضل القابلية العالية لبرمجة كيميائيات الحمض النووي والبروتينات، يمكن للمرء الآن تصميم هذه الناقلات لتقديم مجموعة واسعة من الجزيئات العلاجية بدقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا دمج هذه الناقلات مع ناقلات ليبوزوميك المصممة بشريًا والتي يتم توظيفها الآن لتوصيل الأدوية بمعدلات مختلفة.

ما هو جدري القرود؟ إليك ما تحتاج معرفته

دراسة سريرية لسرطان الدم؟

الباحثون حريصون الآن على التحقق من الكفاءة السريرية لاكتشافهم.

يعتقد الباحثون أن ناقلهم النانوي دوكسوروبيسين مبرمج للحفاظ على الدواء على النحو الأمثل في الدورة الدموية، ويمكن أن يكون علاجًا لسرطان الدم.

تتصور مجموعة الباحثين أنه يمكن أيضًا تطوير ناقلات نانوية مماثلة لتوصيل الأدوية إلى مواقع محددة أخرى في الجسم وتعظيم وجود الدواء في مواقع الأورام.

هذا من شأنه أن يحسن بشكل كبير من كفاءة الأدوية وكذلك يقلل من آثارها الجانبية.

ما هي أضرار الإصابة بالغدة الدرقية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى