مقالاتمقالات طبية

العلاج الإشعاعي الخاطف.. أمل جديد لمرضى السرطان

أعطت دراسات جديدة أملا لمرضى السرطان بعدما أثبتت احتمالية جدوى العلاج الإشعاعي الخاطف في القضاء على الأورام المستعصية.

تقول الدراسات إن الإشعاع الخاطف الذي يعرف بـ (FRT) والذي يعتمد على جرعات علاجية في جزء من الثانية قد يحمل أخبارا سارة لمرضى الأورام الخبيثة.

وتأتي هذه الأخبار بعدما أثبتت التقنية نفسها جدواها في علاج الحيوانات، بشكل آمن وفعال ودون آثار جانبية غير متوقعة.

ووفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة “سينسيناتي” الأميركية، فإن العلاج الإشعاعي الخاطف فعال في تقليل الألم وقادر على تجنب الآثار الجانبية التقليدية.

أشهر أنواع السرطان وطرق الوقاية منها

تأثير الفلاش

يقوم هذا النوع من العلاج على توجيه حزمة إشعاعية من البروتونات محملة بجرعات أعلى من التي تستخدم في العلاج الإشعاعي التقليدي بأكثر من 300 ضعف.

ويتم توجيه هذه الجرعات في ومضات خاطفة لا تستغرق سوى ثانية واحدة وربما أقل.

هذا الأمر يؤدي لحدوث ظاهرة “الفلاش” التي تقلل من الأضرار التي تلحقها الجرعات الإشعاعية القديمة لأنسجة الجسم الموجود حول الورم.

في الوقت نفسه، تقوم هذه الفلاشات بقتل خلايا المرض نفسه من خلال التركيز على مكان الورم نفسه.

في العديد من الأبحاث المبكرة تم استخدام حزم إلكترونية لإيصال الإشعاع إلى مناطق المرض لكنها كانت تخترق الأنسجة بقوة.

أما الدراسة الجديدة، فإنها تعتمد على حزم البروتون للإشعاع -وهو جسيم أثقل من الإلكترون بكثير- ويمكنه فقط اختراق الأنسجة بما يكفي لبلوغه مواقع الورم.

علاج محتمل للإيدز بحقنة واحدة

التجارب السريرية

تشير التجارب السريرية إلى أن هذا النوع من العلاج آمن وبلا آثار جانبية لكنه لم يجرب على البشر بعد.

خلال الدراسة، حصل 10 مرضى على جرعات عالية جداً لمواجهة أورام منتشرة في مناطق متعددة من اطراف الجسم.

بعد 15 يوما من العلاج قاس العلماء النتائج ثم كرروا القياس بعد شهر وشهرين وثلاثة أشهر، حتى 13 شهرا.

بعد ذلك، قارنوا نتائج شدة الألم بين مجموعة التجربة وبين مجموعات المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي التقليدي.

كانت النتيجة أن 7 ممن تلقوا العلاج الجديد تغلبوا على الألم بشكل جزئي أو كلي، وتم تخفيف الألم بشكل كامل في 6 أماكن من بين 12 تم توجيه العلاج لها.

حدثت ألام مفاجئة في 4 أماكن من الـ6 لاحقا لكنها لم تكن مستمرة.

كانت الآثار الجانبية خفيفة ولم يتم الإبلاغ عن أي سموم من الجرعات العالية.

عانى 4 مرضى من بين الـ10 تصبغا جلديا خفيفا، وواحد فقط من بين الـ4 عانى تغيرا في لون الجلد بموضع العلاج، وآخر عانى ألما في أطرافه.

مع ذلك، فإن هذه الأعراض أقل بكثير من تلك التي تصاحب العلاج الإشعاعي التقليدي.

علاج السرطانات الأخرى

فيما يتعلق ببقية أنواع السرطان، يقول الباحثون إن العلاج الجديد مفيد جدا في سرطانات يصعب التخلص منها كتلك التي تكون في الرأس أو الجهاز الهضمي أو الرئتين.

لكنهم في الوقت نفسه لن يقوموا بتجارب على هذه الأنواع المستعصية لحين التأكد تماما من فعالية العلاج وأمنه.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) فقط على إجراء تجارب على البالغين المصابين بنقائل عظمية في أذرعهم وأرجلهم، وهي مناطق معرضة لخطر أقل بكثير في حالة حدوث مضاعفات.

يقول الباحثون إن العلاج الإشعاعي الخاطف مفيد لسرطانات الأطفال لأنهم أكثر حساسية للآثار الجانبية للعلاج التقليدي، لكن الأمر بحاجة لمزيد من البحث.

حتى الآن؛ لا يفهم الباحثون بشكل كامل سبب نجاح هذا العلاج في تدمير الأورام بآثار جانبية أقل.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الآليات البيولوجية التي تحرك تأثير ذلك العلاج.

ويسعى الباحثون حاليا لتسجيل تجربة سريرية لاختبار العلاج مع المرضى الذين لديهم نقائل -أورام ثانوية- بالقرب من الرئتين والصدر.

دراسة حديثة: أفضل أدوية العمود الفقري لكبار السن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى