مقالات

ما هي مخاطر ضرب المحطات النووية؟

أثار القصف الروسي الذي طال محطة “زابوريجيا” النووية الأوكرانية وهي أكبر محطة نووية في القارة الأوروبية العديد من التساؤلات بشأن مخاطر هذه الهجمات. فما هي مخاطر ضرب المحطات النووية؟

بداية، اتهم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنيكسي روسيا بممارسة إرهاب نووي وقال إنها هذه الهجمات تهدد أوروبا كلها بلا استثناء.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن سلام أرووبا باتت مهددًا بشكل مباشر، بعد ضرب المحطات النووية.

ودخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الخط وقال مديرها العام رفاييل غروسي إنه سيسافر إلى زابوريجيا للوقوف على الأضرار التي لحقت بها.

ماذا حدث في محطة زابوريجيا النووية؟

قصف الجيش الروسي المحطة قبل ساعات من سيطرته عليها بعد معارك عنيفة مع القوات الأوكرانية التي كانت تحرسها.

قبل هذه المحطة، استولى الروس أيضًا على محطة تشرنوبل النووية المعروفة التي شهدت كارثة سنة 1986.

قالت السلطات الأوكرانية إن بعض المباني المحيطة بالمحطة تضررت. طال القصف مركزًا  للتدريب خارج المحطة.

تضم محطة زابوريجيا 6 وحدات لتوليد الطاقة النووية وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن القصف لم يؤثر على أنظمة الأمان الموجودة في المحطة وإن مستويات الإشعاع في الحدود الآمنة.

قال الخبراء النوويون في العديد من الدول إن هذه الهجمات خلقت وضعًا محفوفًا بالخطر.

مخاطر ضرب المفاعلات النووية: ماذا يحدث عن تضرر المفاعل النووي؟

إذا تعرض مفاعل نووي أو المبنى المحيط به للتلف تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع قبل أن ينصهر قلب المفاعل.

من المحتمل أيضًا أن تبدأ الإشعاعات بالتسرب إلى محيط المفاعل في حال تعرضه لضرر بالغ.

هذه الإشعاعات قد تسبب مخاطر صحية شديدة الخطورة وطويلة الأمد في حال تعرض الناس لها، بما في ذلك التسبب في الإصابة بالسرطان.

في عام 1986، عندما تعرضت محطة تشرنوبل لأسوأ كارثة نووية عرفتها البشرية، كانت هذه الأضرار مرئية للعيان في كل من تعرض للإشعاع.

هل أوكرانيا بصدد كارثة نووية جديدة؟

على الرغم من خطورة الهجوم الذي تعرضت له محطة زابوريجيا إلا أن العلماء يسردون العديد من اوجه الخلاف بينها وبين محطة تشرنوبل، التي شهدت الكارثة الأولى.

يقول الخبراء إن محطة زابوريجيا أكثر امانًا من نظيرتها تشرنوبل. وقال العالم مارك وينمان من غمبريال كولدج لندن، إن المحطة موجودة في قلب بناية خرسانية تمت تقويتها بالفولاذ.

هذه الطبقة الخرسانية يمكنها تحمل التغيرات الخارجية الشديدة سواء كانت طبيعية أو من صنع البشر، كأن تتعرض لتحطم طائرة مثلاً أو لتفجير متعمد، كما يقول وينمان.

في محطة تشيرنوبل كان الغرافيت سببًا في حريق كبير وكان هو المصدر الأساسي لعمود الإشعاع الذي انتشر في أوروبا. أما زابوريجيا فلا يوجد بها أي غرافيت.

ماذا يحدث إذا فقدت المحطة النووية الطاقة؟

يقول العلماء إن فقدان المحطة النووية للطاقة يمكن أن يحدث مشكلات خطيرة، وأن الخطر لا يتوقف فقط على استهداف المحطة أو تفجيرها.

قبل الحرب، كانت الحكومة الأوكرانية تعمل على وقف العمل في كافة المحطات النووية تجنبًا لأي خطر. وحاليًا، يعتقد العلماء أن محطة واحدة من بين 6 محطات داخل زابوريجيا هي التي تعمل.

يتطلب وقف عمل المحطات النووية خطوات معينة إذا لا يمكنك قطع إمدادات الطاقة عنها بشكل مباشر لوقفها عن العمل. عليك أولا تبريد المحطة ببطء لمدة تصل إلى 30 ساعة على الأقل، وهو ما يعني ضرورة اتصالها بالكهرباء خلال عملية التبريد.

في حال انقطع إمداد الكهرباء عن المحطة خلال عملية التبريد، تكون هناك احتمالات حدوث تسرب إشعاعي، في حال تجاوز الوقود النووي درجة الانصهار بما يسمح للمواد المشعة باختراق مرافق الاحتواء.

في العام 2011، تعرضت محطة فوكوشيما اليابانية لكارثة بسبب فقدان البريد بسبب التسونامي. يقول العلماء إن أسوأ سيناريو ممكن في زابوريجيا هو فقدان مماثل للتبريد.

من الناحية العملية، يؤيد فقدان الطاقة بشكل مفاجئ إلى فقدان التبريد. وكان هذا سببًا في انهيار 3 مفاعلات نووية في فوكوشيما عام 2011.

تمتلك أوكرانيا 4 محطات نووية أسياسية إلى جانب محطة تشرنوبل المغلقة. والتي سيطر عليها الروس في بداية الحرب.

وحاليًا، تقترب القوات الروسية من السيطرة على محطة نووية ثالثة في جنوب أوكرانيا.

تمتلك أوكرانيا أيضًا مفاعلات أخرى أصغر ولديها العديد من مواقع التخلص الإشعاعي، وهي موافع لتخزين النفايات الصادرة عن كل عمليات توليد الطاقة النووية في البلاد.

بعد 3 أيام من بدء الحرب، تواترت تقارير عن قصف الروس لإحدى منشآت التخلض من النفايات المشعة في العاصمة كييف.

لكن هيئة التفتيش النووية الأوكرانية قالت إن المحطة لم تتضرر مباشرة وإن مستويات الإشعاع في حدودها الآمنة.

ما هو وضع مفاعلات أوكرانيا النووية؟

حاليًا، وبينما تدور رحى المعارك بين الجانبين، ما يزال الموظفون الأوكرانيون متواجدين في غرفة تحكم محطة زابوريجيا، للقيام بالمهام الضرورية تحت فوهات البنادق الروسية.

على الرغم من ذلك، قال مدير وكالة الطاقة الدولية إنه يشعر بقلق شديد وإن ما حدث في زابوريجيا ما كان يجب أن يحدث من الأساس وإن على العالم منع تكرار هذا الأمر.

وبحسب ما أعلنه غروسي في مؤتمر صحفي، فإنه يخطط لزيارة أوكرانيا لبدء مفاوضات مع الجانب الروسي للتأكد من تشغيل كافة محطات البلاد النووية بشكل آمن.

تعتمد أوكرانيا بشكل كبير جداً على الطاقة النووية في توليد الكهرباء. وقد خسرت الحكومة منطقة دونباس المنتجة للفحم في جنوب البلاد، التي كانت تنتج 41% من حاجة البلاد للطاقة، بعد وقوقها في يد الانفصاليين الموالين لموسكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى