مقالات طبية

ليس مجرد كوابيس.. ما هو “الذعر الليلي”؟

يعاني كثير من الناس حالة الاستيقاظ من النوم وهم يصرخون وغالبًا ما يعتقد المرء أنه رأى كابوسًا، لكن السبب قد يكون هو نوبات “الذعر الليلي”. فما هو “الذعر الليلي”.

يقول الخبراء إن الذعر الليلي هو أحد أنواع اضطراب النوم الشائعة خصوصاً لدى الأطفال، وهي أيضًا تحدث مع البالغين لكن بدرجات أقل.

وهنا يأت السؤال: ماذا تفعل لو كنت مصاباً أنت أو أحد أطفالك بمرض الذعر الليلي؟

هذا المرض الذي يعرف أيضًا بـ”الهلع أثناء النوم”، هو نوع من أنواع الأرق واضطراب النوم وغالباً ما يحدث خلال الفترة التي يكون الواحد فيها في حالة بين الحلم واليقظة.

خلال هذه الحالة، يتفاعل المصاب بالنوبة مع إحساس بالرعب والخوف ويشرع في الصراخ أو البكاء وربما الضرب أثناء النوم.

في بعض الأحيان، يقوم المصاب ويمشي وربما يجري وهو ما يزال نائماً، ويواجه البالغون خطر القيام بفعل عنيف خلال هذه الحالة وهم لا يشعرون. وخلال هذه الفترة يكون الشخص نائماً وقد لا يصعب إيقاظه.

ليست كوابيس

يقول المتخصصون إن هاك خلطاً يحدث بين الكوابيس والذعر الليلي وإن البعض يعتقد أن كلاهما أمر واحد، رغم وجود خلافات كبيرة.

ولا يمكن لمن يعاني هذه الحالة إدراك ما يقوم به خلال فترة حدوثه وغالباً لا يتذكره بعد الاستيقاظ، وهذا على عكس الكوابيس التي يتذكرها الشخص في الغالب.

وفي حين تتكون الكوابيس من أحلام مزعجة وربما مخيفة فإن الذعر الليلي مرض لا ينضوي على أية أحلام خلال حدوثه.

إلى جانب ذلك، فإن الكوابيس غالباً ما يكون سببها المرور بتجربة مزعجة أو مشاهدة فيلم مخيف مثلاً، بينما أسباب الذعر الليلي يصعب تحديدها بشكل دقيق.

ما هي أعراض الذعر الليلي وأسبابه؟

تبدأ نوبات الذعر الليلي في الغالب خلال الساعات الثلاث أو الأربع الأولى من الليل، وقد تأتي مصحوبة بعدد من الأعراض المفاجئة ومنها:

  • الاستيقاظ بشكل مفاجئ مصحوبًا بالصراخ والخوف الشديد
  • الركل وضرب الأطراف
  • ممارسة سلوكيات عنيفة وحركات غير متوقعة لا يشعر بها المصاب غالباً
  • غالبا لا يستجيب المصاب لأي محاولة لإيقاظه أوو تهدئته أو حتى الحديث معه
  • تزايد ضربات القلب والتنفس السريع والتعرّق
  • اتساع حدقة العين ونظرة خوف واضحة أو نظرة إنذار
  • السير خلال النوم

يقول خبراء الصحة النفسية إن هذه النوبات قد تمتد إلى عشرين دقيقة وربما 45 دقيقة وأحيانًا تصل إلى 90 دقيقة.

وغالبًا ما يكون المصابون بهذه النوبات من الأطفال وهي تطال نحو 30% منهم، في حين تظهر على البالغين بنسب أقل بكثير.

وتختفي هذه النوبات من تلقاء نفسها عندما يصل الطفل إلى سن العاشرة أو عندما مرحلة البلوغ، ويمكن للوالد أو الوالدة التحدث إلى طبيب للتأكد من عدم وجود تداعيات خطيرة.

أسباب للذعر الليلي:

  • غالبًا ما تحدث في أوقات المرض أو عند إصابة الطفل بالحمى
  • عدم انتظام النوم أيضًا قد يكون سببًا في هذه النوبات
  • النشاط البدني الزائد عند الحد يتسبب في هذه النوبات إلى جانب الصدمات والضغوط النفسية
  • الحصول على كميات زائدة من الكافيين
  • أحياناً يكون المرض وراثياً
  • هناك بعض المشاكل الصحية التي تتسبب في هذه النوبات ومنها الغدة الدرقية وإصابات الرأس والتهاب الدماغ وانقطاع النفس خلال النوم
  • النوم في مكان آخر المنزل
  • الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي
  • الاحتياج الشديد للتبول
  • الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب

وسبق أن أشارت دراسة إلى أن نحو 7 آلاف طفل ممن تعرضوا للتنمر كانوا عرضة للذعر الليلي بنسبة تزيد مرتين على غيرهم.

كيف تواجه الذعر الليلي؟

يمثل الذعر الليلي واحدة من التجارب النفسية المؤلمة وذلك رغم أن المصاب بهذه الحالة لا يتذكر شيئًا مما حدث، كما إنها تجربة سيئة لذويهم، وثمة العديد من الطرق للتعامل معها ومنها:

  • التزام الهدء خلال تعرض طفلك هذه النوبات
  • حاول أن تساعده على مواصلة النوم
  • لا تسعى لإيقاظ الطفل ولكن حول تطمينه بكلمات تهدئ خوفه
  • يمكنك حمل الطفل إذا كان ذلك سيساعد على طمأنته
  • ابتعد عن هز الطفل أو الصراخ عليه لإيقاف النوبة لأن هذا الأمر ربما يؤذيه ويزيد ضربات قلبه
  • قلل تعرض طفلك لأي حدث قد يسبب له التوتر أو الخوف بما في ذلك الأفلام والرسوم المتحركة العنيفة أو الشجارات حتى داخل المنزل
  • يجب أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من الوم
  • حاول الإبقاء على غرفة الطفل آمنة حتى لا يتعرض للأذى خلال النوبة
  • تخلص من كل الأشياء التي قد تزعجه كالضوضاء والشاشات الإلكترونية
  • ربما تكون بحاجة للحديث مع خبير نفسي لمزيد من الاطمئنان ومعرفة أسباب توتره للعمل على معالجتها

ينصح الخبراء زيارة طبيب أطفال في حال كانت هذه النوبات تباغت الطفل على نحو مستمر وتمتد لأكثر من نصف ساعة أو إذا كانت هناك أعراض أخرى مصاحبة لها أو إذا بدت على الطفل أي مخاوف خلال ساعات النهار.

وفيما يتعلق بالأشخاص البالغين، فمن المهم أن نتعامل مع هذه النوبات بجدية لأنه قليلة الحدوث للكبار وبالتالي فهي تشير إلى مشكلة صحية أو عقلية كبيرة.

وتجري معالجة الكبار من هذه النوبات عبر فهم أسبابها وهو ما قد يتطلب إجراء تقييم نفسي، وفي حال لم تكن أسباب نفسية للمرض فيمكن التخلص من هذه النوبات عبر بعض الأمور مثل:

  • تحصيل قسط كافٍ من النوم
  • تقليل الكافيين
  • تقليل التعرض لمسببات التوتر خصوصاً قبل النوم
  • النوم والاستيقاظ في أوقات محددة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى