الأفضلالرعاية الصحية

أفضل الطرق للبكاء بطريقة صحيحة؟

كثيرون منا يلجؤون للبكاء كنوع من أنواع التخفيف عن النفس. لكن هل البكاء مفيد أم مضر للصحة؟ هنا، سنشرح فوائد البكاء وأضراره وأفضل الطرق للبكاء بطريقة صحيحة.

هل البكاء مفيد أم مضر؟

أكدت الدراسات أن البكاء سبب في إطلاق الجسم لمادة الأوكسيتوسين والمواد الأفيونية الذاتية (الإندروفين)، والتي تساهم في تقليل الآلام النفسية والجسدية.

لكن البكاء بشكل متواصل والحزن المستمر ربما يكونان إشارة على وجود مشكلة نفسية أو عاطفية تتطلب تدخلاً طبياً أو اجتماعيًا.

في بعض الأحيان يحتاج الشخص للدعم النفسي من الأهل أو من الأصدقاء، لكن في بعض حالات الاكتئاب مثلا يتطلب الأمر علاجًا دوائياً.

من فوائد البكاء أن يقلل التوتر، لكن في حال لم تتحسن حالتك النفسية بعد بكاء طويل فهذا يعني أنك بحاجة لاستشارة من متخصص نفسي أو طبي.

فوائد البكاء

تساعد المواد التي يطلقها الجسم من البكاء في خلق حالة تخدير تمنح الشخص شعورًا بالهدوء والراحة.

قد يكون البكاء دون سبب معين أو لسبب لا يستحق البكاء نتيجة لعوامل متعددة منها.

  • مشكلة جسدية: على سبيل المثال تغير الهرمونات أو اضطراب الغدة الدرقية، انقطاع الطمث، الحمل.
  • عدم حصول الجسم على ما يكفيه من النوم أو الإرهاق.
  • وجود أزمة عاطفية أو حدث مزعج أو التعرض لمنظر مؤذٍ.
  • الاكتئاب.
  • الحزن.
  • التوتر والقلق.

هل البكاء علامة قوة؟

من الناحية العملية، لا يمكن التعامل مع عملية البكاء على أنها مظهر من مظاهر القوة أو الضعف.

البكاء هو سلوك جسدي ينتج عن أسباب من بينها محاولة الجسم تخفيف الضغط والألم.

صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن علماء النفس أن البكاء يعتبر واحدة من الآليات المهمة للتكيف.

وقال العلماء إن البكاء يسمح للإنسان بالتعبير عن مشاعره المضطربة ويقلل التوتر من خلال تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي.

هذا الجهاز يتحكم في قدرة الجسم على الاسترخاء. والأهم من ذلك أنه وسيلة قوية لطلب الدعم النفسي والعاطفي من الآخرين.

ونقلت الصحيفة عن اختصاصية علم النفس السريري في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن ناتالي داتيلو أن البكاء هو أحد أفضل الطرق التي تمنحك شعورًا بالتحسين.

وأضافت داتيلو أن كبت المشاعر الموجعة يقلل قدرة الإنسان على الشعور ببقية المشاعر.

ويؤكد العلماء أن الإنسان يميل إلى البكاء بشكل أكبر عندما يعيش أوقاتًا صعبة.

وعندما يشعر الشخص بتوتر قوي وحرمان من النوم وقلق على مستقبله أو عندما يفقد روابطه الاجتماعية، فإن البكاء هو الدليل على أنه قد فقد قدرته على التماسك.

أنواع البكاء

يقسم العلماء البكاء إلى عدة أنواع ويتم تصنيف كل نوع حسب الدموع الناتجة عنه. وهناك ثلاثة أنواع من الدموع:

هناك دموع انعكاسية وأخرى مستمرة، وكلاهما يعمل على إزالة الأوساخ من العين بما في ذلك الغبار والدخان.

ويعمل هذا النوعان من الدموع على ترطيب العين ودعم قدرتها على مواجهة العدوى. ويشكل الماء 98 بالمئة من مكونات هذين النوعين من الدموع.

أما النوع الثالث من الدموع، وهو الدموع العاطفية، فويفتها طرد هرمونات التوتر والسموم الأخرى من نظام الجسم.

ويعتقد العلماء أن هذا النوع الثالث يقدم الجزء الأكبر من فوائد البكاء الصحية.

أضرار البكاء

يقول عالم النفس الإكلينيكي آد فينغرهوتس، إنه من الخطأ القول إن كل الدموع مفيدة.

لقد عمل فينغرهوتس ثلاثين عامًا في مجال تدريس البكاء، وهو يؤكد أن التجارب أثبتت أن الناس يشعرون بتحسن نفسي بعد البكاء في حال استجاب لهم أحد وقدم لهم الدعم بطريقة أو بأخرى.

ووجد الباحثون أيضًا أن الشخص يشعر بتحسن بعد البكاء عندما تكون صحته العقلية جيدة في حين لا يكون أولئك الذين يعانون الاكتئاب عرضة للتحسن بشكل أكبر بعد البكاء.

ويعزو فينغرهوتس، مسألة عدم تحسن المكتئبين بعد البكاء إلى حقيقة أن الناس كثيرًا ما يتعرضون للتجاهل عندما يبكون.

وتتفاوت أسباب البكاء تتفاوت في حياة الإنسان، فعندما يكون الناس صغاراً يبكون من تعرضهم لألم جسدي.

ومع تقدم العمر، فإن العمر يبكي تعاطفاً مع الآخرين، أو لشعور نفسي ما بداخله.

وبغض النظر عن المراحل العمرية فإن البكاء يكون دليلاً على العجز والإحباط أو عند الشعور بالخسارة.

الفرق بين بكاء الرجال والنساء

يقول العلماء إن النساء في العادة يبكين أكثر من الرجال وإنهن يبكين ما بين مرتين إلى خمس مرات كل شهر.

على العكس من ذلك، فإن الرجال يبكون بمعدل مرة واحدة وربما أقل كل شهرين. إضافة إلى أنهم لا يبكون لأسباب عادية.

قد تبك المرأة لأنها حاسوبها تعطّل على سبيل المثال، لكن الرجل لا يفعل ذلك؛ لأنه مهيء على كبت دموعه كما يقول الباحثون.

وإلى جانب ذلك، فإن هرمون التستوستيرون يمنع الرجال من البكاء، بيد أنهم يتشابهون مع النساء في أنهم يبكون لأسباب خطيرة أو عندما يتعرضون لفاجعة مثلاً.

ومع تقدم العمر، يصبح الرجل أقرب للبكاء مما كان عليه في سنوات الشباب.

أفضل الطرق للبكاء بطريقة صحيحة

يقدم العلماء العديد من النصائح التي تساعدنا على التوصل لأفضل الطرق للبكاء بطريقة صحيحة من أجل تقليل التوتر والقلق اللذين يسيطران علينا، ومنها ما يلي:

  • البحث عن كان آمن يمكنك فيه الشعور بالراحة خلال البكاء.
  • البحث عن صديق يقدم لك الدعم قد يجعل البكاء أكثر فائدة للجسم.
  • البكاء بحرقة يساعد الجسم على استشعار مزيد من الارتياح.
  • البكاء وحيدً: بعد الأشخاص لا تنهمر دموعهم أمام الآخرين، بالتالي فإن بكاء هؤلاء منفردين يساعدهم على البكاء بغزارة وحرية والتخلص من الضغوط التي تدفعهم نحو البكاء.
  • لا تخجل من البكاء؛ لأن هذا الشعور بالخجل يقتل الفوائد الصحية للبكاء.
  • ركز دائمًا على التفكير في الشيء الذي يزعجك أو يضغط عليك وأنت تبكي ولا تفكر كثيرًا في حجم ردة فعلك على هذا الشيء. اترك لنفسك العنان حتى تتخلص مما يضغط عليها.
  • امنح نفسك فرصة البكاء، وتعامل مع الأمر على أنه نوع من أنواع الرعاية النفسية أو الصحية. ضع هلبة مناديل إلى جانبك واسترخ واستدع أحزانك حتى تنهمر دموعك لأن هذا سيزيل عنك الكثير من التوتر.
  • لا تكبت دموعك لأنها سترهقك نفسيًا في نهاية الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى