مقالاتمقالات طبية

يقتل نصف المصابين به.. ما هو فيروس ماربورغ؟

رصدت العديد من الدول خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة إصابات بفيروس ماربورغ، ما أثار مخاوف من مواجهة العالم جائحة جديدة على غرار جائجة كورونا. فما هو فيروس ماربورغ؟

هذا المرض الذي كان يعرف سابقًا باسم “حمى ماربورغ النزفية” هو أحد الأمراض المميتة التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان.

يؤدي فيروس ماربورغ إلى الإصابة بحمى نزفية حادة ويصل متوسط الوفيات فيه إلى 50% تقريباً، وفق منظمة الصحة العالمية.

تقول المنظمة إن معدل وفيات ماربورغ تراوح في التفشيات السابقة بين 24 و88% بحسب السلالة وطريقة إدارة الأزمة.

وأوضحت المنظمة أن حصول المريض على رعاية مبكرة ومعالجة الجفاف والأعراض الناجمة عن الإصابة يزيد من احتمالات الشفاء.

حتى لا الآن لا توجد علاج قادر على مواجهة فيروس ماربوغ بشكل كامل غير أن المعمول به هو تطوير مجموعة من العلاجات المناعية ومنتجات الدم والعلاجات الدوائية لمواجهة المرض.

فيروس ماربورغ في الحيوانات

يتوطن هذا الفيروس في خفافيش الفاكهة التي تنتمي لعائلة “بتيروبوديدي”، وينتقل منها إلى الإنسان وينتشر بعد ذلك من إنسان لآخر.

خلال التفشي الأول لهذا المرض كنات “القرود الأفريقية الخضراء” (Cercopithecus aethiops) المستوردة من أوغندا هي المصدر الأول لعدوى الإنسان.

ينتمي فيروس ماربوغ لعائلة “الفيروس الخيطي” التي ينتمي لها “إيبولا”، رغم أنهما ينتجان عن فيروسات مختلفة إلا أنهما يتشابهان إكلينيكياً لأنهما نادران ويحدثان تفشياً وحالات وفاة مرتفعة.

تم التعرف على فيروس ماربورغ من خلال حالتي تفشي كبيرتين وقعتا في صربيا وفرانكفورت الألمانية في عام 1967.

وارتبط تفشي المرض آنذاك باستخدام القرود الخضراء الأفريقية المستوردة من أوغندا.

انتقال الفيروس

يتنقل ماربوغ من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر بالدم والأغشية المخاطية والجلد المكسور أو الإفرازات.

كما ينتقل المرض أيضاً من خلال اتصال الأعضاء أو من انتقال سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين، ومن خلال الأسطح والمواد (مثل الفراش والملابس) الملوثة بهذه السوائل.

لطالما أصيب العاملون في الرعاية الصحية بالعدوى خلال قيامهم برعاية المرضى، وذلك بسبب عدم الالتزام بتدابير مكافحة العدوى.

هناك أيضاً طريقة أخرى لانتقال فيروس ماربورغ من إنسان لإنسان آخر وهي عبر الوخذ بالإبر ومعدات الحقن الملوثة، وهي طريقة أكثر خطرًا وتحدث معدلات وفيات أكبر.

في بعض الحالات، تكون مراسم دفن المريض بفيروس ماربورغ سبباً في انتقال المرض من جثة الميت إلى من يقوم بدفته إذا حدث اتصال مباشر بينهما.

أعراض فيروس ماربورغ

تتراوح فترة حضانة فيروس ماربورغ في جسم الإنسان (الفاصل الزمني من الإصابة إلى ظهور الأعراض) من يومين إلى 21 يوماً.

في الواقع، يظهر مرض فيروس ماربورغ دون مقدمات. بشكل فجائي، يشعر المصاب بصداع وارتفاع كبير في درجة الحرارة مع توعك صحي شديد.

يتسبب المرض في آلام قوية للعضلات وقد يبدأ الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والقيء والغثيان، في ثالث أيام الإصابة.

تقول الدراسات إن الإسهال المائي المترتب على الإصابة بفيروس ماربورغ قد يستمر أسبوعاً كاملاً.

عندما تفشى المرض سنة 1967، كان ملحوظاً جداً ظهور طفح جلدي غير مثير للحكة بين غالبية المصابين قبل فترة من ظهور المرض تتراوح بين يومين إلى 7 أيام.

وخلال الإصابة، فإن العديد من المرضى يعانون حالات نزف حادة لفترة تتراوح بين 5 و7 أيام، وغالبًا ما تعاني الحالات القاتلة من نزف معين.

في أغلب الحالات يكون الدم الظارج مصاحباً للبراز والقيء مع نزيف الأنف والمهبل واللثة، وفي المراحل الشديدة يصاب المريض بحمى شديدة.

يمكن أن يؤدي تدخل الجهاز العصبي المركزي إلى الارتباك والتهيج والعدوانية. وأحياناً يصاب المريض بالتهاب الخصية في المراحل الأخيرة من المرض.

متى تحدث الوفاة عادة؟

في الحالات الشديدة، غالباً ما يتوفى المريض في فترة تتراوح بين 8 إلى 9 أيام، وفي الغالب تكون مسبوقة بصدمة ونزف شديد.

علاج ولقاحات

حتى الآن، لم تتوصل البشرية إلى لقاح أو علاج لفيروس ماربورغ بشكل نهائي، لكن الرعاية الداعمة التي تقوم بالأساس على معالجة الجفاف من خلال السوائل الفموية والوريدية وعلاج بعض الأعراض هي السبيل المتاح لإنقاذ المريض.

في يوليو الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشٍ جديد لفيروس ماربورغ، وذلك بعد 11 شهرا من تسجيل أول إصابة به في غانا.

وسبق أن حدث 12 تفشياً لهذا المرض منذ 1967، وكانت معظمها في جنوب وشرقي أفريقيا وفي دول منها أنغولا، والكونغو، وكينيا، وأوغندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى