مقالات طبية

ما هي علاقة المعدة بالحالة النفسية؟

عدم توازن المعدة يزيد حالات الاكتئاب

تشير الأبحاث إلى أن الصحة النفسية للإنسان كثيراً ما تكون مرتبطة بأمور تتعلق بالجهاز الهضمي، ما يعني وجود علاقة قوية بين سلامة المعدة والحالة النفسية للإنسان.

وقد أكدت العديد من الأبحاث إلى وجود ارتباط قوي بين الدماغ والأمراض النفسية مثل القلق المفرط والاكتئاب واضطرابات الجهاز الهضمي.

وتتأثر الصحة النفسية بحالة التوازن التي يفترض أن تتوفر في جسم الإنسان، وخصوصاً تلك الموجودة بين دماغ الشخص وجهازه الهضمي، حيث يعتمد الدماغ على الجهاز الهضمي في توفير الغذاء والجزيئات الحيوية الأساسية للجسم في حين تعتمد القناة الهضمية على الدماغ في تنظيم الهضم والامتصاص والإخراج.

وقد توصل الباحثون إلى نتائج مهمة تؤكد أن هياج المعدة يلعب دوراً في إرسال إشارات الإجهاد إلى الدماغ وهو ما يؤدي إلى مزاج الشخص أو على صحة بعض قراراته.

وقد يصاب ما بين 30 إلى 40% من الناس بمشاكل نفسية ترتبط أساساً بعمل المعدة، وهو ما يفسر زيادة حالات القلق والاكتئاب بشكل كبير، والتي قد تكون مرتبطة بعدم استقرار الجهاز الهضمي.

وتلعب الكائنات الدقيقة الموجودة في أمعاء الإنسان والمعروفة باسم “الميكروبيوم”، دوراً شديد الأهمية في وظائف الجسم من قبيل الامتصاص والهضم وغيرها، ومن ثم فإن أي خلل في “الميكروبيوم” ينعكس سلباً على نفسية الشخص.

علاقة سلامة المعدة بالقلق والاكتئاب 

وغالباً ما تكون بعض حالات القلق المفرط أو الاكتئاب مرتبطة بخلل في ميكروبيوم المعدة. وقد اكدت دراسة حديثة أن اتباع حمية البحر المتوسط يقلل احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 32%.

كما خلصت دراسات إلى أن تناول بعض الأنظمة الغذائية الغربية التي تقوم على الدهون أو اللحوم الحمراء أو اللحوم المعالجة تقلل أعراض القلق المفرط لدى المراهقين وكبار السن.

وتشير العديد من الدراسات إلى المواظبة على تناول الطعام الصحي المتوازن الذي يحتوي على الأسماك والخضروات والفاكهة ومضادات الأكسدة والحبوب الكاملة، بإمكانها تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب.

وحالياً، تذهب مجموعة كبيرة من الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين الحالة النفسية وعمل جهازه الهضمي أو النظام الغذائي الذي يتبعه، فضلاً عن دور الميكروبيوم في تعزيز صحة الإنسان النفسية.

ويعمل عدد من الباحثين على فكرة استزراع هذا النوع من البكتيريا النافعة في معدة الإنسان عن طريق خلطها ببعض الأطعمة، بهدف علاج بعض الأمراض النفسية.

لكن، حتى الآن يحتاج اعتماد هذه الآلية إلى مزيد من الدراسات والتجارب للتأكد من جدواها النظام الغذائي في تعزيز الصحة النفسية للإنسان.

حمية البحر المتوسط التي تقلل القلق

– هي حمية منتشرة في دول البحر المتوسط مثل إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، اليونان.

– تعتمد على تناول أطعمة صحية مثل زيت الزيتون والبقوليات التي تفيد الجسم.

– تقوم على أطعمة نباتية بالأساس مثل البقول والمكسرات والخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة.

– يتناول الإنسان في هذه الحمية 5 ثمرات من الخضار أو الفاكهة على الأقل يومياً، أو كأساً من الخضروات الورقية المقطعة.

– يقوم المواظب على هذه الحمية بتناول المعكرونة والأرز الكاملين.

– تناول البطاطس دون تقشيرها للحصول على أكبر قدر من الألياف الغذائية الموجودة بها.

– تناول المكسرات بكمية لا تزيد عن قبضة يد واحدة يومياً. مع ملاحظة أن المكسرات غنية بالدهون الصحية.

– من المهم في هذه الحمية تجنب المكسرات المخلوطة بالحلويات أو تلك التي تحميصها مع العسل أو المملحة بشكل كبير.

– من بين أساسيات هذه الحمية: البقوليات التي تمثل مصدراً للبروتين النباتي ومن أمثلتها: الحمص، الفاصوليا، الفول، العدس.

– تناول البهارات والأعشاب في الطعام بدلاً من الملح.

– تقليص تناول اللحوم الحمراء بشكل كبير بحيث يتم تناولها مرات قليلة خلال الشهر الواحد.

– الاعتماد على الزيوت الصحية مثل الكانولا وزيت الزيتون كبديل للزبد والدهون الحيوانية.

– تناول الدواجن والأسماك مرتين كل أسبوع، بحد أدنى.

– الحرص على تناول الطعام في جماعة بدلاً من تناوله بشكل منفرد أو خلال مشاهدة التلفاز؛ لأن تناول الطعام مع جماعة يجعل الشخص يحصل على كميات قليلة بسبب انشغاله بالحديث خلال الطعام مثلاً، في حين تناوله منفرداً يجعله يتناول كميات ربما تكون أكبر مما يحتاجه جسده.

– ممارسة الرياضة بشكل مستمر أو القيام بنشاط حركي على الأقل.

الصحة النفسية في خطر

حاليًا، تشغل مسألة الصحة العديد من الحكومات بعد أن تضاعفت أعداد المصابين بالقلق أو الاكتئاب والوسواس القهري المرتبط بانتشار فيروس كورونا المستجد، وما تبعه من مخاوف صحية مرتفعة.

من المهم جداً في الوقت الراهن اتباع نظام صحي سليم ليس فقط لتقوية مناعة من أجل محاربة الوباء، وإنما أيضاً للتخلص من احتمالات التعرض لانتكاسات نفسية بسبب مخاوف البعض المتعلقة بالوباء.

لقد أصبحت الكثير من الناس عرضة لخسارة وظائفهم أو خسارة جزء من دخلهم الشهري على الأقل بسبب التداعيات الوظيفية للجائحة، وهو ما يقد يضعنا في حالة توتر مستمر، لذا، حاول ألا يكون ذلك مصحوبًا بمشكلات في المعدة.

لقد أكدت الدراسات زيادة معدلات زيارات الطبيب النفسي أو طلب الاستشارة النفسية على مستوى العالم خلال فترة الجائحة، وهو ما يعني ضرورة التعامل مع الأمر بجدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى