مقالاتمقالات طبية

المتحور XBB.. أحدث وأخطر سلالات “كورونا”

مع تراجع معدلات وفيات كورونا عالمياً، هدأت العاصفة وبدأ الحديث عن قرب إعلان القضاء على الوباء، لكن يبدو أن الشتاء المقبل سيكون خارج التوقعات، مع ظهور المتحور XBB.

على مدار عامين متتاليين، كانت متحورات فيروس كوفيد-19 تظهر بشكل متواصل وكان كل منها يختلف عن سابقه من حيث الخصائص والخطورة.

لكن متحوراً جديداً ظهر على السطح مؤخراً أثار مخاوف العلماء بشأن تزايد الإصابات خلال الشتاء.

المتحور XBB

يحمل المتحور الجديد اسم “XBB”، وهو واحد من مشتقات المتحور الخطير “أوميكرون”، يرجح أنه ظهر في أغسطس الماضي وتحديداً سنغافوة وهونغ كونغ، مما تسبب في ارتفاع إصابات كورونا في كلا البلدين.

يقول العلماء إنه يحمل 7 طفرات، تجعله قادراً على تجاوز الجهاز المناعي، ويذهب بعضهم للقول إنه ربما يحمل تغيرات “مخيفة”؛ لأنها تعزز فرضية أن كل متحور جديد سيكون أقدر على تجاز المناعة. من سابقه.

سباق تسلح مستمر

في سبتمبر الماضي، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريوسوس، أن العالم بات أقرب للقضاء على الوباء من أي وقت.

لكن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت عن جوناثان أبراهام، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب بجامعة هارفارد، يوم 18 أكتوبر 2022، أن الأمر يشبه سباق تسلح يعتمد على التطور المستمر.

يمتلك هذا المتحو بحسب الصحيفة الأمريكية وتيرة تطور سريعة جداً لدرجة أن العلماء باتوا يعتمدون على تويتر لمتابعة تطوراته.

في سبتمبر الماضي، كان العلماء قلقين بشأن المتحور “BA.2.75″، الذي انطلق في جنوب آسيا وأنتج سحابة من السلالات الفرعية الأخرى المثيرة للقلق.

في الولايات المتحدة، بدأ المتحوران BA.4.6 و BF.7 اكتساب القوة ببطء خلال الفترة الماضية، وقبل بضعة أسابيع فقط، بدأ “BQ.1.1” في سرقة الأضواء، ولا يزال ينافس للسيطرة في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال هذا الخريف.

لكن الوافد الجديد “XBB” بدأ بالتشويش على الجميع ويبدو أن سيضرب التوقعات خلال الشتاء، كما تقول “واشنطن بوست”.

المتحور الجديد في السعودية

كانت المملكة العربية السعودية أول بلد خليجي يعلن رصد إصابات بالمتحور الجديد، بشكل محدود، وقالت (الاثنين 24 أكتوبر) إن فصل الشتاء يكون بيئة خصبة لانتشار الفيروسات وانتقال العدوى.

ودعت الهيئة العامة للصحة الناس للحصول على الجرعات التنشيطية من اللقاح، وناشدت من لم يحصلوا عليه من الأساس أن يبدأو في تلقي الجرعات.

حتى الآن، لم ينتشر المتحور الجديد في منطقة الخليج التي نفذت حملة إغلاق صارمة طيلة عامين ونظمت حملات تطعيم واسعة، لكن النصائح التزايد بالعودة إلى أمور من قبيل وضع الكمامة خلال فصل الشتاء.

يجادل العديد من الخبراء بأن التركيز أكثر من اللازم على أي متغير واحد محتمل يفتقد إلى الحكمة، ويقولون إن ما يهم هو أن كل هذه التهديدات الجديدة تراكم الطفرات في أماكن متشابهة فيما يسمى “مجال ربط المستقبلات”.

ومجال ربط المستقبلات، هو منطقة رئيسية في بروتين “سبايك” حيث ترسو الأجسام المضادة التي تحجب الفيروسات. وإذا لم تتمكن هذه الأجسام المضادة من الالتحام، فلا يمكنها منعها.

بالتالي، فإن كل طفرة جديدة تمنح الفيروس القدرة على تجنب هذا الخط الأساسي للدفاع المناعي.

ورغم أن بعض العلماء يجدون بعض المبالغة في الحديث عما سيكون عليه فصل الشتاء المقبل إلا أنهم جميعاً لا ينكرون أن الفيروس ما زال حياً بين الناس، في أشكال محتلفة.

اكتسب الكثير من سكان العالم قدرًا من المناعة بسبب التطعيمات والإصابة بالأوميكرون، وهو ما وفر هذه المساحة من العيش بحرية مقارنة ببداية الوباء.

مع ذلك، فإن الحماية تزول لسببين رئيسيين: تضاؤل ​​المناعة وتغير الفيروس، وقد أكد جيسي بلوم، الخبير في التطور الفيروسي في مركز “فريد هتشنسون للسرطان” في الولايات المتحدة، على أهمية أن يفهم الناس حقيقة أن الفيروس ما يزال موجوداً ويتطور بشكل سريع للغاية.

قادر على المراوغة

ويبدو أن XBB هو الأفضل في التهرب من المناعة؛ فقد وجد الباحثون في الصين أنه قادر على مراوغة الأجسام المضادة الواقية الناتجة عن اختراق BA.5.

هذا الأمر يثير القلق من أن معززات السقوط المصممة لاستهداف متحورات BA.4 و BA.5 المتطورة من أوميكرون قد تتفوق على المناعة بسرعة، لكن العلماء يقولون إن اللقاحات ما تزال أفصل حل متاح.

وقال يون لونغ كاو، العالم في مركز الابتكار الطبي الرائد في جامعة بكين، لـ”واشنطن بوست”: “ليس لدينا خيار أفضل من اللقاحات في المرحلة الحالية”.

أما توم بيكوك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج بالمملكة المتحدة، فقال إن هذه السلالات “ستتمتع بقدرة أكبر على إعادة إصابة الناس مقارنة بما يتم تداوله حالياً”.

وأضاف “من المحتمل جداً أن تقود أو تساهم في موجات العدوى خلال فصل الشتاء”.

الحالات تتزايد في أوروبا بالفعل. يعتقد العديد من العلماء أن هذا الارتفاع كان مدفوعاً إلى حد كبير بعوامل مثل عودة الأطفال إلى المدرسة، وموسمية الفيروس، وقد تكون المتغيرات قد بدأت للتو في دفع الإصابات نحو التزايد.

وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، إن على الناس مواصلة الحصول جرعات معززة طالما كانوا مؤهلين لذلك.

وأضاف “نحتاج إلى مراقبة هذه الأشياء ومتابعتها بعناية شديدة، لأننا نريد التأكد من أن لدينا معالجة جيدة لما يجري فيما يتعلق بظهور المتغيرات، وما هو تأثيرها على أي اتجاهات نحن سنرى في الشتاء”.

ونقلت قناة “ايه بي سي” نيوز الأمريكية، عن الخبيرة نادية روان، قولها “لقد انتشر XBB بسرعة كبيرة في سنغافورة حيث تجاوز BA5، وكلاهما مصدر قلق كبير لأنهما قابلان للانتقال بدرجة كبيرة”.

ويعزو مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا بالفعل 5.7٪ من الحالات في الولايات المتحدة إلى متغير BQ.1 وسبعة و47% إلى XBB، وفق ما نشرته “إيه بي سي” يوم 22 أكتوبر الجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى