مقالاتمقالات تكنولوجيا

العلماء يبتكرون طريقة لرؤية بدايات الكون

توصل علماء في جامعة كامبريدج البريطانية إلى طريقة جديدة لرؤية بدايات الكون الذي نعيش فيه، وذلك من خلال النظر عبر الضباب الكوني.

ووفقًا للدراسة التي حملت عنوان “ريتش: التجربة الراديوية للهيدروجين الكوني”، فإن الطريقة الجديدة التي توصل لها العلماء تعتمد على الضباب الكوني.

الدراسة الجديدة التي نشرتها دورة “علم الفلك الطبيعي” هذا الشهر، قالت إن الباحثين تمكنوا من إيجاد طريقة للنظر إلى الضباب الذي تشكّل في بدايات نشأة الكون.

ومن خلال النظر إلى هذا الضباب سيكون باستطاعة العلماء رؤية الضوء الصادر على النجوم والمجرات الأولى لهذا الكوين.

طريقة جديدة لرؤية بدايات الكون

سيتمكن العلماء من خلال هذه الطريقة الجديدة من العودة بصورة فعّالة إلى الماضي ورؤية أجزاء أبعد للأكوان ومشاهدة الضوء القادم من بداياته.

يقول العلماء إن هذا الأمر سيجعلنا قادرين على رؤية الكون في لحظاته الأولى، عندما بدأ في التشكّل.

ومع ذلك، لن يكون الأمر سهلًا؛ لأن المشهد الذي يحاولون مشاهدته مغمور بالضباب وعليه سحب هيدروجين كثيفة.

إلى جانب ذلك، فإن التشوّه الناجم عن الإشارات الأخرى التي قد تعترض طريق الإشارات البعيدة التي يحاول العلماء الوصول إليها حاليًا، ربما يزيد الأمر صعوبة.

في الوقت الراهن، يعرف العلماء الكثير من المعلومات بشأن الانفجار العظيم الذي يقولون إنه كان بداية نشأة الكون، ولديهم أيضا الكثير بشأن الطريقة التي نشأت بها النجوم وتطورت.

لكن الفترة الزمنية التي تفصل بين هذين الحدثين ما تزال غامضة إلى حد كبير وليست معروفة.

ما يعرفه العالم عن أول ضوء للكون، أي عندما بدأت النجوم والمجرات عمليات التحول والتشكل، ما يزال قليلًا نسبيًا.

لكن العلماء في كامبرديج يؤكدون أن أمسكوا بآلية جديدة سوف تتيح لهم رؤية تلك الضوضاء البصرية والوقوف على أشياء لطالما ظلوا يبحثون عنها لسنوات.

من خلال هذه التنقية الجديدة سيكون بإمكان الباحثين مراقبة أقدم النجوم الموجودة وهي تتفاعل مع سحب الهيدروجين.

ويقول العلماء إن هذا الأمر يشبه إلى جد كبير تصميم مناظر طبيعية عبر النظر في الطريقة التي ظهرات بها ظلال هذه النجوم وسط الضباب.

لقد جمع العلماء العديد من التقنيات في مجالات مختلفة بحيث يتمكنوا من فصل الإشارات الكونية عن التداخل وتحليل الأجسام الفضائية بشكل منفصل.

يراهن العلماء على أنهم سيتمكنوا من خلال هذه الألية من الحصول على ملاحظات أفضل بعد توافر النتائج الأولى لهذه الطريقة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة إيلوي دي ليرا أسيدو، من مختبر كافنديش في كامبريدج إن الكون كان فارغًا في اللحظة الذي تشكلت فيها النجوم الأولى.

وأضاف “عندما تشكلت النجوم كان الكون مكوناً من الهيليوم والهيدروجين على الأرجح. وقد اجتمعت هذه العناصر في نهاية الأمر بسبب الجاذبية، في ظرف مناسب للاندماج النووي”.

في هذه اللحظة، تشكلت النجوم الأولى لكنها ظلّت محاطة بسحب من الهيدروجين المحايد التي تمتص الضوء بشكل جيد ومن يجعل العثور على الضوء خلف الغيوم مباشرة أمراً صعباً، كما يقول أسيدو.

لقد أكد العلماء عام 2018 أنهم تمكنوا من رؤية أول ضوء في هذا الكون، وشرحوا آنذاك العديد من الصعوبات التي تكتنف هذه العملية. عملية رؤية الضوء الأول.

لاحقًا، وجد الباحثون صعوبة في تكرار ذات النتيجة وهم يرجعون ذلك إلى احتمالية حدوث تداخل في النتائج داخل التلسكوب المستخدم.

أما الآن، ومع هذه الطريقة الجديدة، ربما يجد العالم طريقه للعثور على إجابة واحدة وأخيرة بشأن بدايات الكون.

وقال دي ليرا أسيدو، إن النتائج ستكون هائلة في حال تأكدنا من أن الإشارة التي رصدناها في التجربة السابقة تعود بالفعل للنجوم الأولى في هذا الكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى