مقالات

أخطر 5 أسلحة كيميائية في العالم

تعتبر الأسلحة الكيميائية من أخطر أنواع الأسلحة الموجودة على وجه الأرض وهي محظورة دولياً، لكنها تستخدم من قبل العديد من الدول في العديد من الحروب. في هذا المقال سنقدم لكم أخطر 5 أسلحة كيميائية في العالم.

تتكون الأسلحة الكيميائية من مواد سامة يتم وضعها في قنبلة أو قذيفة، كما هو معروف، لكن الواقع يقول إن هناك العديد من الطرق التي تدخل في نطاق الأسلحة الكيميائية.

وتعرف اتفاقية الأسلحة الكيميائية هذا النوع من السلاح بأنه كل مادة كيميائية سامة وسلائفها عندما تستخدم بطرق ممنوعة، وبكميات حددتها الاتفاقية.
هناك ثلاثة أجزاء من الأسلحة الكيميائية
• أسلحة فائقة التطور (تعتمد على المواد الكيميائية لتصنيع سلاح مباشر مثل الذخائر المزدوجة)
• ذخائر ونبائط تستخدم لإطلاق مواد كيميائية سامة
• معدات تتصل مباشرة بالذخائر أو النبائط الكيميائية

في عالم الحروب، تلقب الأسلحة الكيميائية بـ”قنبلة الرجل الفقير”؛ لأنها لا تتطلب الكثير من الأموال، مقارنة بنتائجها الفتاكة جسديًا ومعنويًا.

كان أول استخدام لهذا السلاح خلال الحرب العالمية الأولى، في محاولة لكسر جمود حرب الخنادق لكنها في ذلك الوقت كانت تخضع لاعتبارات الطقس والتضاريس.

في الوقت الراهن، تستخدم الأسلحة الكيميائية للترهيب أكثر من استخدامها لتحقيق النصر؛ فهي أسلحة عشوائية ولها آثار يصعب التنبؤ بها، وتكون بشعة في بعض الأحيان.

فما هي أخطر 5 أسلحة كيميائية في العالم؟

غاز الأعصاب.. الأكثر سميّة على وجه الأرض

غاز الأعصاب هو السلاح الأكثر سميّة على وجه الأرض، وهو أحد مركبات الفسفور العضوي، وهو يستهدف النبضات العصبية بالأساس.

هذا الغاز عديم الرائحة ولا طعم له في حالته النقية، وهو يأتي في شكل مادة سائلة زيتية وذات لون بني. كانت المملكة المتحدة أول من طوّر هذا الغاز في خمسينيات القرن الماضي، وهو يتسم بفاعليته الخاصة.

عندما يتم إطلاق هذا الغاز في الغلاف الجوي، يمكن أن يظل لعدة أيام فوق الأسطح بحسب حالة الطقس، لأنه بطئ التبخر. وفي أوقات البرودة الشديدة قد يظل عالقا على الأسطح لأشهر.

عندما يتم إطلاق غاز الأعصاب، فإنه يهبط إلى المناطق المنخفضة التي يكون فيها خطر التعرض له أكبر بكثير، لأنه بخار هذا الغاز معروف بأنه أثقل من الهواء.

بسبب هذه الخصائص، فإن غاز الأعصاب يستخدم كثيرًا لمنع الخصوم من الوصول إلى أماكن معينة؛ كونه سريع الأثر، وتظهر أعراض الإصابة به بعد ثوان قليلة من التعرض له.
من بين أعراض الإصابة بغاز الأعصاب:
• إفراز اللعاب بشكل زائد
• ضيق حدقة العينين
• ضيق التنفس

يستهدف غاز الأعصاب بالأساس إنزيم “الأسيتيل كولين استريز” الذي يتم تعريفه بأنه مفتاح إيقاف عمل الغدد والعضلات.
ندما يتوقف هذا الإنزيم، فإن العضلات تصاب بالتشنج، وهو ما يصل بالمصاب إلى الوفاة إذا استمرت هذه الحالة لفترة أطول من اللازم؛ بسبب ضيق التنفس أو توقف عضلة القلب.

غاز السارين.. أحدث غازات الحروب

يعرف غاز السارين باسم “جي بي” (GB)، وهو عبارة عن عامل متطاير لكنه يتسم بالسميّة، ويمكن لقطرة واحدة بحجم رأس الدبوس أن تقتل إنسانًا بالغًا في وقت قياسي.
يتسم غاز السارين بأنه سائل عديم اللون ولا رائحة له، ويمكنه البقاء فعالا في الطقس الدافئ، لكنه سريع التبخر إذا تعرض للسخونة.
يملك غاز السارين قدرة على الانتشار بشكل سريع جدًا عند إطلاقه ويفرض تهديدًا فوريًا رغم أنه قد يكون قصير الأمد.
تشمل أعرض الإصابة بغاز السارين:
• الصداع
• زيادة إفراز اللعاب
• زيادة الدموع
• الشلل التدريجي للأعصاب وصولاً إلى الموت في بعض الحالات
في العام 1938، كانت ألمانيا هي أول من طور غاز السارين، عندما شنت طائفة “أوم شينريكيو” هجوما على محطة قطار في العاصمة اليابانية طوكيو عام 1995.
آنذاك، قتل هذا الغاز 13 شخصا لأن الألمان استخدموه في صورته السائلة، بينما تتطلب فعاليته الأكثر فتكا أن يكون في حالة غازية.
عندما يتم استخدام غاز السارين في صورة جزئيات صغيرة وثقيلة في نفس الوقت، فإنه يكون في أشد حالاته فتكا بالإنسان، لأن هذه الجزيئات تكون سهلة الامتصاص وصعبة الطرد من الرئتين.

لذلك، فإن استخدام غاز السارين كسلاح ليس بالأمر السهل لأنه قابل للتحلل خصوصًا إذا كان في حالة غير نقية.

تتراوح مدة صلاحية السارين بين عام واحد وعامين، ولا يمكن استخدام المواد المتحللة منه كسلاح رغم أنها تظل سامة، ويعتبر السارين الأمريكي والسوفياتي أقوى أنواع هذا السلاح فتكاً.

غاز الخرد.. السلاح الأكثر شعبية

يعرف هذا السلاح أيضًا باسم “خردل الكبرين”، وذلك بسبب رائحته التي تشبه رائحة البصل أو الثوم أو الخردل المتعفن. وهو واحد من مجموعة غازات تتسبب في ظهور البثور والتقرحات على الجسم.

يستهدف غاز الخردل العينين والجلد والجهاز التنفسي ويصيب هذه الأجزاء من الجسم بالهياج الشديد قبل أن يسمم الخلايا.

غاز الخردل من بين الأسلحة المروعة لأنه يحرق الجلد ويحدث أعراضا خطيرة منها الشعور الشديد بالألم، انتفاخ العينين، وزيادة الدموع، وقد يصل الأمر إلى العمى المؤقت.

في حال ابتلع المصاب غاز الخردل فإنه يعاني عطاسا وبحة في الصوت إضافة إلى القيء وآلام البطن والسعال الدموي.

على الرغم من ذلك، فإن الخردل ليس سلاحا قاتلا، وعندما تم استخدامه اول مرة خلال الحرب العالمية الأولى لم يقتل إلا 5% فقط ممن تعرضوا له.

لكن الخرد سلاح شائع الاستخدام، وقد ظهر خلال الحربين العالميتين، وخلال حروب أخرى محلية، وهو من أخطر 5 أسلحة كيميائية في العالم.

إضافة إلى تداعياته البشعة على صحة الإنسان، فإن غاز الخردل يتسم بالثبات الكيميائي الشديد، لأن بخاره أثقل من الهواء بمقدار 6 أضعاف، وهو ما يبقي آثاره قريبة من الأرض لساعات بعد إطلاقه.

هذه المواصفات، تجعل منه سلاحا مثاليا لاستهداف الخنادق، خصوصا وأنه يظل فعالا لأسابيع وربما شهور في حالات الطقس شديد البرودة.

ومن الممكن زيادة فترة بقاء الخردل عبر تعريضه للتكثيف، أي من خلال تذويبه في مذيبات غير متطايرة، وهذا الأمر يجعل التخلص من تبعاته أكثر صعوبة.

يتسم غاز الخردل بسهولة التصنيع لأن السلائف اللازمة لذلك متوفرة فضلا عن أنه يحتفظ بجودته لفترات طويلة، ومن الصعب تحلل غازاته.

من بين الأمور التي يوفرها غاز الخردل خلال الحرب أنه يجبر الطرف الآخر على وضع واقي الغاز بشكل دائم وهو أمر يؤثر على كفاءة القتال.

سبق أن اخترق الخردل الأقنعة الواقية خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهو قادر على اختراق الملابس والأحذية والعديد من المواد الأخرى.

غاز الفوسجين.. الأخطر

يمثل غاز الفوسجين واحدًا من أنواع الأسلحة الكيميائية الموجودة على سطع الأرض، وكان أول استخدام له سنة 1915، عندما ألقى الألمان 88 طناً منه مضافا إلى الكلور على الجيش البريطاني.

في الحرب العالمية الأولى، أدى غاز الفوسجين إلى مقتل 80% من قتلى الأسلحة الكيميائية، رغم أنه ليس ساما كالسارين أو غاز الأعصاب. وهو من الأسلحة سهلة التصنيع.

تستخدم مادة الفوسجين في تصنيع البلاستيك والمبيدات الحشرية عبر تعريض مركبات الهيدروكربون المضاف إليها الكلور إلى درجات حرارة عالية.

يمكن تصنيع هذا الغاز في المنزل من خلال تعريض الكلوروفورم للأشعة فوق البنفسجية لبضعة أيام. وهو يؤدي للاختناق والغثيان وضيق التنفس، وربما القيء.

تظهر أعراض الإصابة بغاز الفوسجين بعد دقائق من التعرض له وربما تظهر بعد يومين من التعرض له.

هذا الغاز يصبح عديم اللون تقريبا في درجة حرارة الغرفة ورائحته تشبه العشب الطازج وهو غير قابل للاشتعال، كما إنه سهل التبخر في حال تعرضه لحرارة أكثر من 8 درجات.

على الرغم من ذلك فإن كثافة بخار الفوسجين تزيد 3 مرات عن كثافة الهواء وهو ما يمنحه قدرة على البقاء لفترة خصوصا في الخنادق، وهو من أخطر 5 أسلحة كيميائية في العالم.

غاز الكلور.. السلاح الأكثر وفرة

يتم تصنيع غاز الكلور من مادة كيميائية متاحة كونه تدخل في العديد من الاستخدامات العادية بما في ذلك تبييض الورق والأقمشة. كما إنه يدخل في تصنيع المبيدات الحشرية والمذيبات.

يعتبر هذا الغاز نموذجا للمواد الكيميائية ذات الاستخدام المتعدد، سلمية وغير سلمية. لكنه محظور دولياً كسلاح.

يتسم غاز الكلور برائحته القوية ولونه الأصفر المختلط بالأخضر، ويعتبر عامل خنق ويمنع الجسم من التنفس ويدمر الأنسجة. وهو سهل الضغط والتبريد والإسالة.

ينتشر غاز الكلور بسرعة كبيرة ويظل لفترة في الأرض لأنه ثقيل الوزن قياسا بالهواء، وهو من بين الأسلحة الأقل فتكاً لكنها أسهل من حيث التصنيع والإخفاء، ومن ثم يعتبر من أخطر 5 أسلحة كيمائية في العالم.

غاز مكافحة الشغب.. المسيل للدموع

لا تحظر اتفاقية الأسلحة الكيميائية هذا النوع من الغاز رغم أنها تحدث العديد من الآثار المدمرة في حال استخدامها بكثافة.

من بين أعراض التعرض لهذه الغازات: السعال، العطس، فقدان السيطرة على الأعصاب، حرقان الحلق والعينين، وربما العمى المؤقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى