مقالاتمقالات تكنولوجيا

“آبل” تصارع “ميتافيرس”.. من ينتصر؟

في حين تتسابق شركات التكنولوجيا على حجز موضع قدم لها عالم “ميتافيرس”، حظرت شركة “آبل” الأمريكية استخدام “ميتافيرس” على كافة منتجاتها، بينما تستعد لإطلاق واقعها المعزز الخاص، ما يعني أن “آبل” تصارع “ميتافيرس”.

ويسابق عمالقة التكنولوجيا الزمن لخلق عالم “ميتافيرس” الخاص بهم، وخصوصاً شركتا مايكروسوفت، و”ميتا” التي يراهن مؤسسها مارك زوكربيرغ مستقبله كله بعالم الواقع المعزز.

تقول الشركات إن الميتافيرس يمثل مستقبل الإنترنت وثورة التكنولوجيا القادمة التي ستجلب العديد من مطوري الخدمات الرقمية والألعاب إلى الدخول فيها بقوة.

وفيما يتوقع الخبراء أن تصل أرباح “ميتافيروس” إلى 800 مليار دولار، فإن عملاق التكنولوجيا الأمريكي “آبل”، يتخذ مساراً مختلفاً على ما يبدو.

لا يبدو أن آبل مقتنعة بما يقول زوكربيرغ بشأن ميتافيرس، ومن ثم فهي تسعى لخلق واقعها المعزز الخاص بها خلال العام الجاري.

وسيكون الواقع المعزز الخاص بشركة “آبل” مختلفاً عن “ميتافيرش” كما يقول مارك غورمان، المراقب البارز في آبل، والذي أكد لموقع لوكالة “بلومبيرغ” أن ميتافيروس لن يتاح على أي من منتجات آبل للواقع المعزز.

“آبل” تصارع “ميتافيرس”.. من ينتصر؟

وأكد غورمان أن آبل ترفض تمامًا فكرة العالم الافتراضي التي تطرحها “ميتا” وتروج لها، وقال إن آبل تعتقد أن المستخدمين سيهتمون بالأنشطة أكثر من تجربة زوكربيرغ.

آبل أكثر واقعية

وقال الكاتب المتخصص في الشؤون التكنولوجية جون بي ميلو، إن رؤية آبل للأمر أكثر واقعية من رؤية “ميتا”؛ حيث يحتاج الدخول إلى ميتافيرس وضع نظارات خاصة طوال الوقت، وهو أمر لن يكون عملياً.

ورغم أن هذه النظارات ستصبح مع الوقت أخف وزناً إلا أنه لا أحد يمكنه وضعها طوال اليوم لكي يظل متصلاً بعالم ميتافيرس.

الأمر نفسه أكده، جين مونستر، وهو أحد مؤسسي شركة “لوب فينترز” الأميركية لإدارة رأس المال الاستثماري، بالقول إن الأجهزة التي يتم تثبيتها على الرأس “ستكون مرهقة”.

وقال مونستر إن آبل تثبت أنها أكثر ذكاءً عندما تركز على تجارب قصيرة  الأمد وأكثر سهولة، مضيفاً “مع الوقت قد تبتكر نظارة واقع معزز خفيفة يمكن وضعها طيلة اليوم”.

وأكد الخبراء أن آبل غالبًا ما تتبع استراتيحية الانتظار والمراقبة، ثم تقفز بعد أن يهدأ الضجيج لتحصل على نصيب كبير من الكعكة.

ويتوقع البعض أن تعلب آبل دوراً في تحطيم أسطورة “ميتافيرس” التي يروج لها مارك زوكربيرغ على نحو واسع.

وبحسب المحلل في شركة تيرياس للأبحاث التقنية المقدمة، تيم باجارين، فإن آبل لا تسعى لتقديم عالم بديل لميتافيرس بقدر ما تسعى لتعزيز عالمها الحقيقي.

وأكد باجارين أن آبل دائمًا ما تدعم الواقع المعزز على البديل، وقال إن هذا يبدو جلياً في منتجاتها، مضيفاً “الواقع الافتراضي قد يصلح مع بعض الألعاب والأنشطة، بيد أن آبل تؤمن بأن تقديم خدمات أفضل للواقع الحقيقي هو ما يجب أن تضع فيه جهودها وتوفر له طاقتها.

ويرى الخبراء أن آبل قد تتمكن عبر هذه الاستراتيجية من جذب مزيد من المستخدمين خاصة وأنها قد تشوه ميتافيرس عبر تقليل اهتمام الناس بالواقع الافتراضي لحساب الواقع الفعلي المعزز.

لا شيء محدد

مع ذلك، فإن تجاهل آبل لميتافيروس في العموم كما هو واضح قد يؤثر على مبيعات بعض منتجاتها؛ لأن الخطوط الفاصلة بين العالمين ليست واضحة تمامًا.

ويتراوح سعر نظارة الواقع المعزز التي تنتجها آبل بين ألف و3 آلاف دولار، وهو رقم لن يتمكن كثيرون حول العالم من دفعه، وسيتطلب سنوات أخرى لكي يتراجع.

مع ذلك، يقول الخبراء إن ارتفاع الثمن لن يحول دون وجود جيل أول من المستخدمين لهذه المنتجات؛ لأن آبل لها من يدمنون منتجاتها ويدفعون ثمنها.

في الأخير، يقول الخبراء إن ميتافيرس ما يزال في مرحلة التجربة وإن الأجيال الأصغر سناً مندفعة باتجاهه، لا ذلك لا ينفي أن غالبية العاملين بمجال التكنولوجيا ما يزالون يجهلون الطبيعة النهائية لهذا العالم، ومن ثم يبدون حالة من اللامبالاة.

على “آيفون” و”آيباد”.. تحديثات جديدة من آبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى