أعلنت الحكومة الروسية في يناير الماضي أن القاذفة الاستراتيجية الجديدة من طراز Tupolev Tu-160M والتي تطلق عليها موسكو “البجعة البيضاء” قامت برحلتها الأولى، فما هي البجعة البيضاء الروسية؟
وقامت المقاتلة المبنية حديثًا بأول رحلة لها من مطار شركة Kazan Aviation Enterprise، وهي شركة تابعة لشركة Tupolev.
وحلقت الطائرة في رحلتها الأولى على ارتفاع 600 متر واستغرقت حوالي 30 دقيقة في الهواء.
وقال المكتب الصحفي للحكومة الروسية إن طاقم الطيارين التجريبيين في شركة توبوليف أجروا مناورات جعلت من الممكن تفقد عمليات الطائرة الثابتة والخاضعة للرقابة في الجو.
وقال يوري سليوسار، الرئيس التنفيذي لشركة الطائرات المتحدة (UAC)، إن القاذفة الاستراتيجية الروسية الحاملة للصواريخ طراز Tu-160M التي تم بناؤها حديثًا قد تم تحديث 80٪ من معداتها.
وقال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف إن القاذفة الاستراتيجية الحاملة للصواريخ توبوليف تو -160 يمكن أن تحمل في النهاية أسلحة جديدة، بما في ذلك أسلحة اختراق.
وأضاف “نرى اليوم آفاقًا كبيرة لمنصة توبوليف 160.. إن تطويرها الإضافي سيجعل من الممكن استخدامها في أسلحة جديدة، بما في ذلك أسلحة خارقة”.
“يوم القيامة” الروسية.. أخطر غواصة نووية بالعالم
ما هي البجعة البيضاء الروسية؟
البجعة البيضاء، هي قاذفة سوفييتية، وبالتالي فهي قاذفة صواريخ استراتيجية تحمل صواريخ أسرع من الصوت روسية متغيرة الاجتياح.
إلى جانب القاذفات من طراز Tu-95MS، تعد هذه الطائرات الدعامة الأساسية للطيران بعيد المدى لقوة الفضاء الروسية.
تم تصميم Tu-160M لضرب أهداف العدو في المناطق النائية بالأسلحة النووية والتقليدية. وتعد Tu-160M أثقل طائرة عسكرية أسرع من الصوت في العالم حتى الآن.
في عام 2015، قيل إن كبار الضباط الروس اتخذوا قرارًا باستئناف إنتاج نسخة مطورة من قاذفة Tu-160.
تعتبر هذه الطائرة أخطر قاذفة سوفينية حتى يومنا هذا، وتصنف بأنها أكبر طائرة حربية على وجه الأرض، وهي قادرة على حمل 40 طناً من الذخيرة.
يمكن لهذه البجعة القاتلة التحليق بهذه الحمولة لمسافة 7500 ميل دون توقف أو حاجة للتزود بالوقود كونها تحتوي على نظام تزويد ذاتي بالوقود خلال التحليق.
تبلغ سعة خزان وقود الطائرة 130 طنا ويقودها طاقم من 4 أشخاص: طيار، مساعد، فني أنظمة دفاع، في أسلحة.
يصل طول الطائرة إلى 45 متراً ويصل وزنها وهي فارغة إلى 110 أطنان، ويمكنها الإقلاع بوزن أقصاه 275 طن.
تصل القوة النارية لهذه القاذفة إلى 12 صاروخا نوويا قصير المدى وبمعدل يضاهي 3500 كلم.
طائرة ياسمينا الروسية.. صيحة في مجال النقل
البجعة البيضاء جاهزة للتحليق
وفي أوائل نوفمبر 2020 ، قامت قاذفة صواريخ Tu-160M تمت ترقيتها بشكل كبير مع محركات جديدة NK-32-02 برحلتها الأولى من مطار Kazan Aviation Enterprise.
كما ذكرت شركة الطائرات المتحدة ، أثناء رحلة القاذفة، اختبر المتخصصون أنظمة طائراتها العامة ومعداتها الإلكترونية اللاسلكية التي تم تركيبها أثناء ترقيتها وفحصوا تشغيل محركاتها الجديدة NK-32-02.
في عام 2020، تم إدراج القاذفة Tu-160M ضمن أهم إنجازات الطائرات العسكرية في العالم من قبل مجلة Aviation Week & Space Technology التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
وفي أكتوبر الجاري، قالت صيحفة “ذا صن” البريطانية إن موسكو وضعت الطائرة التي توصف بأنها وحش نووي طائر، في قاعدة “أولينا” شمال غربي روسيا، والتي تبعد عن حدود النرويج بنحو 20 كلم.
ورصدت الأقمار الصناعية الأمريكية 7 طائرات من هذه القاذفة الاستراتيجية الخارقة على مدرج القاعدة الواقعة في شبه جزيرة كولسكي، وقالت إن إحداها مستعدة للإقلاع بشكل دائم.
كان أول إقلاع لهذا النوع من المقاتلات في ديسمبر 1989، وبدأ إنتاجها فعليا في 1984، ووصل عدد الطائرات التي تملكها روسيا منها إلى 35 طائرة حتى عام 2000.
في 2015، بدأت موسكو تصنيع الطراز الجديد المطور من هذا الوحش الطائر، الذي تفوق سرعته سرعة الصوت وهي قادرة على تحديد انحناء الجناحين البالغ طولهما إلى 400 متر مربع، من 20 وحتى 65 درجة.
تطلق الدول الغربية على هذه الطائرة اسم “بلاك جاك”، وسبق أن كانت سببا في أزمات كادت تنتهي بحرب واسعة روسيا وحلف الناتو.
في العام 2017، اعترضت القوات الجوية الفرنسية طائرتين من هذا الطراز بالقرب من سواحل فرنسا، وكاد الأمر ينتهي بالصدام.
في يوليو 2021، اقتربت طائراتان أيضا من أجواء المملكة المتحدة قبل أن تتدخل مقاتلات بريطانية لإبعادهما.