الأفضلمنوعات

مناسك الحج بالترتيب وطريقة أدائها

الحج هو خامس أركان الإسلام وهو فرض على كل مسلم بالغ قادر على بلوغه بأي طريق. في هذا المقال سنعرض مناسك الحج بالترتيب.

مناسك الحج بالترتيب

الإحرام

هو أول مناسك الحج ويعني أن يعقد المسلم النية على أداء الفريضة دخولًا في المناسك بقلبه.

سمّي الإحرام بهذا الاسم لأن كثيرًا من الأمور التي كانت تحل للحاج تصبح حرامًا بمجرد دخوله فيه.

ويرى جمهور العلماء أن التلبية مستحبة وليست مفروضة عندما يحرم المسلم لأداء الحج.

ويجوز للحاج أن يحرم في أي وقت من أوقات شهور الحج وهي شوال وذي القعدة والعشر الأوائل من ذي الحجة.

وتبدأ مناسك الحج في الأرض المقدسة بدءًا من الثامن من ذي الحجة وتمتد حتى الثالث عشر من الشهر نفسه.

أما مكان الإحرام، فيختلف باختلاف البلد التي يقدم منها الحاج، فتكون “ذو الحليفة” ميقات أهل المدينة المنورة، و”الجحفة” ميقات القادمين من مصر والشام والمغرب. وميقات أهل اليمن هو “السعدية”.

طواف القدوم

هذا الطواف سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحسب جمهرة العلماء، ويسمى أيضًا بطواف الورود أو طواف الوارد أو طواف التحية؛ كونه مشروع لمن يقدم على مكة.

يبدأ طوف القدوم من لحظة دخول الحاج إلى مكة المكرمة كنوع من التحية للبيت العتيق، وينتهي وقته عند الوقوف بعرفة، حسب جمهور العلماء.

السعي

يقول المالكية والحنابلة والشافعية أن السعي ركن أصيل من أركان الحج، ويذهب الشافعية إلى كونه سنَّة وليس فرضًا، أي لا يترتب على تركه إراقة دم (ذبح).

ووفقًا للجمهور، فإن السعي لا بد وأن يكون سبعة أشواط كاملة لا نقص فيها.

ويكون السعي بأن يقف الحاج على الصفا مستقبلاً الكعبة المشرفة ثم يوحد الله ويكبره ويتوجه بعدها إلى المروة.

ولا يختلف السعي في الحج عنه في مناسك العمرة، حيث يكون مشيًا عاديًا إلا في موضع الهرولة الذي أمر النبي صلى الله عليه سلم أصحابه بالهرولة فيه أثناء عمرة القضاء، وهو مكان مضاء بالنور الأخضر.

وعندما يصل الحاج إلى المروة، فإنه يوحد الله ويكبره مجدداً ويبدأ التوجه للصفا، ويعتبر الذهاب شوطًا والإياب شوطًا.

يبدأ وقت السعي من يوم النحر بعد طواف الزيارة لا طواف القدوم؛ لأن السعي واجب، وطواف القدوم سنّة، فلا يجوز أن يتأخر الواجب على السنّة.

يوم التروية

يكون يوم التروية في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويستحب فيه الخروج من مكة إلى منى، لأداء 5 فروض بها ليلة الوقوف على عرفة.

بعدها، يمضي الحاج بعد طلوع شمس يوم عرفة من منى إلى عرفات الله مشيًا على قدميه، وهذه سنَّة عند جمهور العلماء.

الوقوف بعرفة

صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “الحج عرفة”، أي أنه لا حج لمن لم يقف على عرفة.

واتفق العلماء على وجود شرطين للوقوف بعرفة وهما: أن يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى طلوع فجر اليوم التالي، الذي هو يوم النحر.

أما المكان، فيكون على صعيد عرفة. ولا يختلف العلماء على أن ما فاته الوقوف بعرفة، فقد فاته أداء الفريضة.

سنن مستحبة في يوم عرفة

  • الاغتسال
  • خطبة عرفة (بعد الزوال أي بعد الظهر)
  • الجمع بين صلاتين (الظهر والعصر في وقت الظهر)
  • التعجيل في الوقوف: بعد جمع الصلاتين يسنُّ له تعجيل المسير إلى الموقف
  • الإفاضة: تكون بعد غروب شمس يوم عرفة ومن وجد فسحة فليسرع في المشي
  • الإكثار من الخيرات: الذكر والعبادات وتلاوة القرآن والدعاء
  • المبيت في مزدلفة بين مأزمي عرفة: المأزم هو الطريق بين الجبلين
  • المشي بوقار وسكينة والإسراع إذا وجد متسعًا
  • أجاز جمهور العلماء تأخير صلاتي المغرب والعشاء وجمعهما في مزدلفة

المبيت في مزدلفة

الأصل أن يبيت الحاج في مزدلفة لكن العلماء أجازوا الاستعاضة عن المبيت بذبح هدي، ويكون المبيت بأي فترة من الليل يقضيها الحاج بمزدلفة.

جمرة العقبة الكبرى

تقع الجمرة الكبرى في نهاية منى باتجاه مكة وهي من واجبات الحج ولها أماكن خاصة وترمى في جميع الجهات.

يكون الرمي بسبع حصيات وجوبًا ومع كل حصاة تكبيرة.

طريقة رمي الجمرات:

  • يكون الرمي بمس الحصاة بطرفي الإبهام والمسبّح من اليد اليمنى
  • يرفع الحاج يده حتى يظهر بياض أبطيه
  • يقذف الحصاة وهو يكبر بأي صيغة من صيغ التكبير. وقد اختار العلماء هذا التكبير أو ما يكون نحوه: “بِسْمِ الله والله أَكْبَرُ، رَغْمًا لِلشَّيْطَانِ وَرِضًا لِلرَّحْمَنِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَسَعْيًا مَشْكُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا”.

ذبح الهدي

يكون الهدي تطوعًا أو تمتعًا أو قرانًا أو لجبر نقصان ما. ويحدد وقته على حسب السبب.

وقد اختلف العلماء في أوقات ذبح التطوع لكنها جميعًا تحصره في أيام النحر الثلاثة.

أما هدي التمتع والقران فيكون أيضًا في أيام النحر أو أيام النحر والتشريق، وهو قول فيه خلاف وقد ذهب الشافعي إلى القول بأن ذبح التمتع والقران يجوز بعد الإحرام.

التحلل من الإحرام

بقصد به الخروج من الإحرام والعودة إلى ما كان الحاج عليه قبل حجِّه ما الاستمتاع بما أحل له.

هناك تحلل أصغر وبه يتحلل الحاج بعد رمي جمرة العقبة والنحر والحلق أو التقصير، وفيه يحل كل حلال عدا إتيان الزوجة.

أما التحلل الأكبر فيبيح كل ما كان محرمًا من الأمور الحلال خلال الحج، ويبدأ موعد التحلل من فجر يوم النحر.

ويكون التحلل بطواف الإفاضة شريطة حلق الشعر أو تقصيره، غير أن المالكية يرون بوجوب السعي قبل الطواف السابق للتحلل.

وقال الحنابلة والشافعية إن التحلل يكون منتصف ليلة النحر، ويتم بتمام أفعال التحلل أي رمي جمرة العقبة، والحلق، وطواف الإفاضة المسبوق بالسعي.

طواف الإفاضة

يسمّى أيضًا بطواف الزيارة وهو أحد أركان الحج باتفاق الجمهور، وهو سبعة أشواط، وقد اختلفت المذاهب في تحديد وقته، لكنه لا يسبق الوقوف بعرفة على كل حال.

شروط طواف الإفاضة

هناك من قال بأن يكون طواف الإفاضة داخل المسجد الحرام فلا يصح على سطحه أو حوله، وهناك من أجاز الطواف على السطح، ويبدأ كما يبدأ الطواف عمومًا من الحجر الأسود.

رمي الجمرات

رمي الجمرات واجب من واجبات الحج ومن تركها فهو ملزم بذبح هدي.

الجمرات الثلاث هي:

الجمرة الأولى في مسجد الخيف بمنى وهي الأبعد عن مكة وتكون بسبع حصيات متتابعات مع التكبير.

الجمرة الثانية: تكون بين الجمرة الأولى وجمرة العقبة وهي أيضًا بسبع حصيات مع التكبير في كل حصاة.

الجمرة الثالثة: جمرة العقبة وتكون بسبع حصيات مع التكبيرة.

ويكون رمي الجمرات في أيام التشريق بعد الزوال.

طواف الوداع

يكون بعد الفروغ من أداء المناسك كافة ويمكن للحاج أن يطوفه بعد طواف الزيارة أو الإفاضة.

ومن شروط طواف الوداع أن يكون الطائف ليس من أهل مكة لأنهم لا يودعون بلدهم.

ويلزم للطواف ولكل أركان الحج الطهارة والوضوء والنية. ولا يجوز للحاج أن يبدل أو يغير في المناسك التي قضاها رسول الله، وأن تؤدى مناسك الحج بالترتيب على النحو التالي:

  • الإحرام
  • السعي
  • الوقوف بعرفة
  • المبيت بمزدلفة
  • رمي جمرة العقبة
  • التحلل من الإحرام
  • طواف الإفاضة
  • رمي الجمرات
  • طواف الوداع

وقد ورد عن النبي ضرورة أداء مناسك الحج بالترتيب وأن من خالف هذا الترتيب فقد بطل حجُّه، والله أعلم.

شروط الأضحية وأحكامها الشرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى