ما هي العلاقة بين السرطان والسكري
كشفت أحدث الدراسات أن مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من عامة الناس، فما هي العلاقة بين السرطان والسكري.
وفقًا لبحث حديث من مركز Steno Diabetes Center في كوبنهاغن و Rigshospitalet وجامعة كوبنهاغن، فإن مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
وجد البحث أن الأشخاص المصابين بالسرطان الذين يصابون بمرض السكري يموتون في وقت أبكر من أولئك الذين لا يصابون به.
على سبيل المثال، السرطان هو السبب الرئيسي للوفاة في الدنمارك، البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 6 ملايين نسمة.
تم تشخيص أكثر من 45000 حالة إصابة بالسرطان في عام 2019 وحده. وتكشف أحدث الإحصاءات عن تحسن كبير في النجاة من السرطان في الدنمارك.
مع ذلك، يعاني العديد من الناجين من تدهور في نوعية الحياة بسبب الأعراض والمضاعفات المستمرة.
اجتمع باحثون من مركز Steno للسكري في كوبنهاغن، و Rigshospitalet، وقسم التغذية والتمارين الرياضية والرياضة في جامعة كوبنهاغن لإجراء دراسة جديدة عن علاقة السرطان بالسكري.
وجدت الدراسة صلة بين خطر الإصابة بمرض السكري وتشخيص السرطان. وتم نشر نتائجها في مجلة Diabetes Care.
توضح الدراسة أن هناك خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض السكري إذا كان الشخص مصابًا بسرطان الرئة أو البنكرياس أو الثدي أو المخ أو المسالك البولية أو الرحم.
فحص الباحثون مجموعة بيانات شاملة تتكون من 112 مليون عينة دم من 1.3 مليون دنماركي، من بينهم أكثر من 50000 أصيبوا بالسرطان.
في حين أن الدراسة لا تذكر أي شيء محدد حول سبب ارتباط أنواع معينة من السرطان بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، فإن الباحثين لديهم نظريات يمكن بناء دراسات جديدة حولها.
قد تساهم علاجات السرطان المختلفة في زيادة المخاطر. يمكن أن يؤثر السرطان نفسه على بقية الجسم.
وقال الباحثون “نحن نعلم أن الخلايا السرطانية قادرة على إفراز مواد يمكن أن تؤثر على الأعضاء وربما تساهم في زيادة الإصابة بمرض السكري. هذا ما تم اقتراحه في الدراسات على الحيوانات”.
توضح الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان ومن ثم مرض السكري لا يعيشون بشكل عام فترة أطول على عكس المرضى الذين لا يصابون بمرض السكري أثناء إصابتهم بالسرطان.
يقول البروفيسور كريستوفر يوهانسن من Rigshospitalet: “لاحظنا في جميع مواقع السرطان، أن مرضى السرطان غير المصابين بالسكري عاشوا لفترة أطول مقارنة بمرضى السرطان الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري”.
بشكل عام، وجدت الدراسة زيادة في الوفيات بنسبة 21٪ في المرضى الذين يصابون بمرض السكري بعد تشخيص السرطان.
من الجدير بالذكر أن الدراسة شملت جميع أنواع السرطان ولم تحقق في تأثير مرض السكري على البقاء على قيد الحياة فيما يتعلق بأنواع السرطان الفردية.
المبادرات الوقائية والفحص
اليوم، لم يتم دمج فحص مرضى السرطان لمرض السكري في نظام الرعاية الصحية.
إذا أمكن إثبات أن فحص مرضى السرطان لمرض السكري سيؤدي إلى جودة حياة أعلى وزيادة البقاء على قيد الحياة، فستكون هذه فكرة جيدة في المستقبل.
تشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أنه قد يكون من المناسب النظر في فحوصات مرض السكري فيما يتعلق بتلك السرطانات حيث وجد العلماء خطرًا مرتفعًا للإصابة بالمرض.
وهذا يعني بالنسبة لمرضى سرطان الرئة وسرطان الثدي وسرطان المخ وسرطان الرحم وسرطان المسالك البولية.
يقول البروفيسور كريستوفر يوهانسن: “لدينا فرص رائعة لعلاج مرض السكري والتدخل المبكر يمكن أن يكون له تأثير على بعض مرضى السرطان”.
ويقول البروفيسور المساعد لايكي سيلو: “قد يكون من المثير للاهتمام التحقيق فيما إذا كان الفحص يساعد مرضى السرطان، سواء من حيث فرص بقائهم على قيد الحياة أو من حيث نوعية حياتهم”.
وأضاف “كمبادرة وقائية، قد يكون من الممكن أيضًا التوصية بأنواع مختلفة من التمارين للأشخاص المصابين بالسرطان، تلك التي نعلم أنها تعمل بفعالية للوقاية من مرض السكري وعلاجه”.
ويؤكد “لكن اقتراحاتي يجب أن تؤخذ من منظور طويل الأمد وتحتاج إلى اختبار”.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة هي من أولى الدراسات التي أثبتت وجود صلة بين السرطان ومرض السكري.
على هذا النحو ، هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل إثبات الصلة بين السرطان وظهور مرض السكري تمامًا.
