الأفضلمنوعات

كيف نتعلم الإنصات للآخرين؟ إليك الطريقة

تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الإنصات للشخص الذي يتحدث إلينا هو سلوك يمكن اكتسابه مع الوقت وإن مواصلة الاستماع لا تعني بالضرورة الاقتناع بما يقول الطرف الآخر. لكن، كيف نتعلم الإنصات للآخرين؟

وتوضح الصحفية في تقرير عن فن الإنصات للآخرين أننا حتى وإن لم نكون رأياً فيما يقال لنا فإن من المهم جداً أن نترك للمتحدث فرصة إكمال حكايته.

وتشير إلى أن كثيرين من الناس يعانون مشكلة مقاطعة الآخرين لهم خلال الحديث خصوصاً عندما تصل إلى موقف معين فيقول لك المستمع: لقد تعرضت أنا ايضًا إلى موقف مشابه. ثم يبدأ في سرد الموقف، لافتة إلى أن هذا الأمر غالبًا ما ينتهي بألا يكمل الطرف الذي كان يتحدث حكايته.

وتلفت الصحيفة أيضًا إلى أن ظروف البعض قد تمنعهم من الإنصات للآخرين، وقد نقلت عن المحلل النفسي آلان براكونيه، قوله إن أكبر تحد يواجه الشخص الذي يريد التحدث لأحد عن أمر ما هو تحديد الوقت المناسب لهذا الحديث.

في كثير من الأحيان، قد لا يجد الشخص الوقت المناسب للحديث مع آخر عن أزمة معينة يمر بها، لكن هذا لا ينفي أحقية المستمع في عدم الاستماع؛ لأنه لا بد وأن يكون لديه ما يكفي من الوقت لكي يقوم بهذه المهمة. فإذا لم يكن الوقت متوفراً فهذا ليست مشكلته بكل تأكيد.

من المهم ألا ننشغل عن الشخص الذي يحدثنا

كيف نتعلم الإنصات للآخرين؟ لا تقاطع الحديث

إن إعطاء الآخرين الوقت الكاف لسرد حكايتهم أو المشكلة التي يمرون بها دون مقاطعة يمنحهم شعورًا كبيرًا بالاهتمام لهم ولما يمرون به.

لذا، يجب علينا أن نترك الطرف الآخر يسرد حكايته دون مقاطقة حتى نتمكن ما معرفة ما الذي يريده منا بالتحديد.. هذا الأمر يسميه الخبراء “الاتصال الإعلامي”.

تقول الكاتبة كريستين لاميابل إن تقديم النصيحة للمتحدث بدلاً من الإنصات إليه حتى ينهي ما يقول أو التزام الصمت بينما هو يريد منا جواباً على نقطة بعينها، يجعله يشعر بأن المستمع لا يستمع له من الأساس. وهو ما يعرف بـ”الاتصال التفاعلي”.

الفهم الأفضل للمستمع

في كل الأحوال، فإن المتحدث يحدد مدى تعاطفك معه بمقدار ما تمنحه له من إنصات؛ لأن ليس من السهل أبدًا على كثير من الناس البوح بما يعتمل بداخلهم من أمور.

لذا، من بين الأمور المهمة جداً، أن نجيد الإنصات لمن يتحدثون لنا خصوصاً عن أزمة، ويمكنك تعلّم هذا الفن من خلال وضع نفسك في مكان المتحدث.. تخيل نفسك مكانه وتخيل أنك تتحدث إلى شخص لا ينصت لما تقول ولا يفهم ما تشعر به خلال هذا الوقت.

إن منح المتحدث ما يريده من الإنصات ثقته بنفسه وباختياره لك حتى يصارحك بما يريد.

لذلك، كن حريصًا على عدم إيصال شعور للمتحدث بأنك تأخذ ما يقول بقدر من الاستهزاء، ولا تصدر حكمًا مسبقًا أبدًا على أهمية ما يقول مهما كان تافهًا من وجهة نظرك، لأنه قد لا يكون كذلك من وجهة نظره.

يقول الخبراء إن قيامك ببعض الأمور من قبيل قول بعض الأمور أو التفكير فيها (وهو ما يسمى الاستبصار)، يساعد المتحدث كثيراً.

مثال ذلك أن تطلب منه إعادة جملة بعينها أو موقف بعينه كان قد حكاه بالفعل، أكثر من مرة، لأن هذا الأمر لا يعني أنك بصدد إطلاق حكم على ما يقول وإنما لفهمه بشكل أفضل.

إن إطلاق الأحكام بناء على كلمات قالها لك المتحدث ومحاولة تفسير هذه الكلمات قد يمنعك من التعاطف معه، بينما هو في حاجة ماسة لهذا التعاطف.

قد يكون قول بعض الكلمات أو العبارات للمتحدث الذي خرج للتو من أزمة أو تجربة فاشلة، قد يزيد من مشكلته التي جاء إليك لكي تساعده على حلها أو على الأقل لكي تساعده على تفادي آثارها.

مثال ذلك أن تلقي باللوم على المتحدث لأنه “لا يجيد اختيار الأشخاص الذين يتعامل معهم، أو الذين يحبهم، أو يأتمنهم على بعض أمور أو أعماله”. أو أن تتهمه بأنه “يحاول دائمًا تقليد فلان أو التشبّه بأحد المحيطين به”. هذه الأمور لها تداعيات سلبية ولا يجب أن نطلقها في وجه الآخرين.

لا تسخر أو تستهزئ بما يقول الطرف الآخر

إعادة صياغة التعاطف

في كتابها “إعادة صياغة التعاطف”، تقول فلورنس إينويل، إن المقصود بهذا المصطلح أن نعيد ما قاله المتحدث بعباراتنا وطريقتنا الخاصة لكي نتأكد من أننا فهمنا ما يقول أو ما يريد قوله بشكل صحيح.

ما من شك في أن الاستماع من باب التعاطف يترك أثراً كبيراً ومباشراً على النفس. لأننا على الأغلب نستمع لأشخاص تربطنا بهم علاقات قوية دفعتهم للحديث معنا عن مشاكلهم، وهو ما يدفعنا لطرح حلول بشكل لا إرادي، وهذا أمر مهم كما يقول الخبراء.

لكن أن نكتفي بتهدئة المتحدث ومحاولة إقناعه بأن كل الأمور ستصبح على ما يرام وأنه لا مشكلة حدثت، فهذه حيلة لا جدوى منها، كما يقولون.

من المهم جداً أن نحاول تقديم الحلول لكن بعد أن نمنح الطرف الآخر كل ما يريد من إنصات لما يقول.

أفضل طرق إنهاء النقاش مع شخص عنيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى