منوعات

صاروخ يصطدم بالقمر بعد 4 سنوات من الخروج عن السيطرة

اصطدم صاروخ خارج عن السيطرة بالقمر يوم السبت 5 مارس الجاري، لينهي بذلك رحلة فضائية استمرت أربع سنوات، لكنه لم ينه باب الجدل الدائر بشأن المالك الحقيقي لأول صاروخ يصطدم بالقمر بشكل غير مقصود

وقع الحدث في الساعة 7:25 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1225 بتوقيت جرينتش) على الجانب البعيد من القمر، كما يقول الخبراء، مما يعني أنه كان بعيدًا عن رؤية التلسكوبات الأرضية.

ولم تكن المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية التابعة لوكالة ناسا في وضع يسمح لها بإلقاء نظرة على الحادث، لكن الوكالة تعهدت بالبحث عن الحفرة الناتجة، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو شهورًا.

وتقترح مجلة Scientific American أن هذه الحفرة تقع إلى حد ما بالقرب من حفرة Hertzsprung Crater التي تشكلت بشكل طبيعي والتي يبلغ عرضها 354 ميلاً (570 كيلومترًا).

وكان اصطدام اليوم أول اصطدام قمري غير مقصود معروفًا يتضمن قطعة من أجهزة فضائية، ناهيك عن المجسات التي تحطمت أثناء محاولتها الهبوط على القمر.

وقادت ناسا المراحل الثالثة من صواريخ ساتيرن 5 القمرية إلى سطح القمر خلال العديد من بعثات أبولو، لكن تلك الاصطدامات كانت متعمدة.

اصطدم الصاروخ بالقمر لينهي سنوات من الخروج عن السيطرة، لكنه الجدل الدائر بشأن ملكية هذا الصاروخ لم تنته بعد.

أشارت التحليلات الأولية إلى صاروخ SpaceX Falcon 9، المملوك لشركة إيلون ماسك، لكن لاحقا، ذهبت تحليلات إلى أن الصاروخ مملوك للصين وليس للملياردير ماسك.

اقرأ ايضا: كسوف جزئي يظهر في معظم الدول العربية

عارضت الصين هذا الاستنتاج، مع ذلك، موضحة مدى صعوبة تتبع الأجسام الصغيرة بعيدًا عن الأرض.

جاء أول توقع معروف عن اصطدام اليوم من عالم الفلك بيل جراي، الذي يدير برنامج مشروع بلوتو الذي يتتبع الأجسام الفضائية البعيدة.

وأشارت الحسابات الأولية التي أجراها جراي وآخرون إلى أن المصادم كان المرحلة العليا من صاروخ سبيس إكس فالكون 9 الذي أطلق القمر الصناعي لمرصد المناخ في الفضاء السحيق (DSCOVR) في فبراير 2015.

ومع ذلك، صحح جراي تحليله في وقت لاحق بعد مناقشة مع علماء فلك آخرين، بما في ذلك جوناثان ماكدويل، عالم فلك في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية والذي يتتبع عادة الأقمار الصناعية والحطام الفضائي.

يشير عمل جراي والعديد من الملاحظات المستقلة الأخرى الآن إلى أن الجسم كان في الواقع جزءًا من صاروخ Long March 3C الذي أطلق مهمة Chang’e 5-T1 الصينية في عام 2014.

كان Chang’e-5-T1 عارضًا تقنيًا لمهمة Chang’e 5 الأكثر شهرة، والتي أعادت عينة من القمر إلى الأرض في ديسمبر 2020.

تنفي الصين أن تكون المرحلة المتجهة إلى القمر كانت من بلدهم، وهو تأكيد تم دعمه في البداية ببيانات قوة الفضاء الأمريكية، والتي تشير إلى أن الجسم قد دخل الغلاف الجوي للأرض مرة أخرى في عام 2015.

لكن مسؤولي القوة الفضائية أكدوا مؤخرًا لـ SpaceNews  أن Chang لم تكن مرحلة e 5-T1 تتحلل في ذلك الوقت بعد كل شيء؛ كانت إعادة الدخول المفترضة عبارة عن استقراء، وليس بيانات تتبع حقيقية، وهو السيناريو الذي اقترحه جراي على هذا النحو.

لذا فهي قصة معقدة، يمكن أن تتفاقم أكثر بمرور الوقت. يمكن أن تكون الاكتشافات العلمية جزءًا من تلك القصة؛ يتوق علماء الفلك للعثور على الحفرة الجديدة ودراستها، لمعرفة المزيد عن التركيب القريب للسطح وبنية الجانب البعيد الغامض للقمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى