منوعات

يشهد طلبًا كبيرًا.. ما هو الطعام الحلال؟

خلال السنوات الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية طلبًا متزايدًا على “الطعام الحلال”، حتى في الدول الغربية، فما هو الطعام الحلال؟

ما هو الطعام الحلال؟

والطعام الحلال هو الطعام المذبوح على الطريقة الإسلامية، وقد وصلت قيمة هذا السوق عالمياً إلى 7 تريليونات دولار، خلال 2020، وهو ما دفع العديد من الدول إلى ضخ مزيد من الاستثمارات فيه.

وكانت قيمة هذه السوق 4 تريليونات دولا خلال 2017 ما يعني أنه نما بنحو 40% خلال ست سنوات.

وفي ديسمبر 2021، توقعت الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة خلال اجتماع في مكة المكرمة، أن يتزايد الطلب على الطعام الحلال بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة.

طلب متزايد

وتنامى الطلب بشكل كبير على هذا النوع من الطعام وهو ما دفع بعض الشركات للتحايل على هذا الأمر بوضع شعار “حلال” على أطعمة غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية.

وقال مدير مشروع “حلال” في الغرفة الإسلامية أشرف الطنبولي إن العديد من الشركات من العالمية تسعى للاستفادة من هذه السوق عبر التحايل.

ولا يقف طلب هذه الأطعمة على المسلمين فقط ولكنه زاد أيضًا بين غير المسلمين حتى أصبحت دول مثل الولايات المتحدة والبرازيل والنمسا تتصدر قائمة مصدري الطعام الحلال.

وتنتج الدول غير المسلمة قرابة 85% من الطعام الحلال مقابل 15% تنتجها دول مسلمة في مقدمتها ماليزي وإندونيسيا وتركيا، بحسب تقرير لمركز الحلال الدولي.

وقالت مؤسسة ريتشارد آند ماركتس العام الماضي إن سوق الحلال سيعود بقوة بعد فترة الإغلاق التي فرضتها الجائحة.

وينفق المسلمون حوالي 1.17 تريليون دولار على الطعام والشراب والحلال تساوي قرابة 60% من مجموع إنفاقهم على الطعام والشراب البالغ تريليوني دولار، بين 2020 و2021 بحسب مؤسسة “دينر ستاندرد”.

ومن المتوقع أن يصل إنفاق المسلمين على الطعام والشراب الحلال 1.38 تريليون دولار بحلول 2024، من إجمالي إنفاق يقدر بـ2.34 تريليون دولار.

وسيلعب الطعام الحلال دوراً كبيراً في نمو اقتصادات الدول الإسلامية بالنظر إلى الإقبال الكبير من المستثمرين عليه، بحسب “دينر ستاندر”، ومقرها الولايات المتحدة.

وتسيطر البرازيل والهند والولايات المتحدة وروسيا والأرجنتين على أكثر من 33% من صادرات الحلال إلى الدول المسلمة والتي تقدر قيمتها بـ 200 مليار دولار.

وتتصدر إندونيسيا قائمة الدول المستهلكة للطعام الحلال بقيمة تصل إلى 144 مليار دولار، تليها بنغلاديش بـ107 مليارات، وتأتي مصر في المرتبة الثالثة بـ95 ملياراً.

وتعمل الدول الإسلامية على توحيد معايير الأغذية الحلال من خلال وضع مقاييس محددة لهذه المنتجات.

وسبق أن توقعت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية أن يصل سوق الحلال إلى 10 تريليونات دولار ي 2030، بمعدل نمو يصل إلى 500 مليار دولار سنوياً.

ويرجع السبب في هذه التوقعات إلى تزايد أعداد المسلمين في أنحاء العالم مع تطور اقتصادات الدول المسلمة وتزايد الطلب على هذه المنتجات خصوصاً في أوروبا والهند واليابان والصين.

وتلعب التغيرات السلوكية والمجتمعية التي تشهدها العديد من أنظمة الغذاء والعناية بالصحة دوراً في نمو الطلب أيضاً.

وتستهلك قارة آسيا حوالي 63% من منتجات الحلال تليها أفريقيا التي تستهلك نحو 24% ثم أوروبا بـ10% وأمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية بـ2.25%.

وتحتل الشركات المتواجدة في دول الخليج العربي مكانة متقدمة في سوق الحلال، وقد دأبت هذه الشركات خلال الفترة على توسيع حصتها السوقية.

الحلال يتجاوز الطعام والشراب

وتوسعت صناعة الحلال لتشمل مستحضرات التجميل والأدوية وأدوات الزينة والأجهزة الطبية وصولاً إلى العلامات التجارية والتسويق.

وتقوم صناعة الحلال بالأساس على معتقد ديني يقضي بوجوب التزام المسلم يتناول الطعام المذبوح أو المصنوع على أسس شرعية بحيث لا يكون محرماً.

وبالتالي فإن المسلمين لا يتناولون كل ما هو ميتة أو لحم خنزير وكل ما مذبوح على غير الطريقة الإسلامية

وقالت منصة “ماركت ووتش” إن قيمة الذبائح الحلال فقط بعيدًا عن بقية الأطعمة والمشروبات بلغت أكثر من 152 مليار دولار في خلال النصف الأول من 2022.

ومن المتوقع أن تصل هذه القيمة إلى نحو 196 ملياراً بحلول 2028، وبنمو سنوي يصل إلى 4%.

وبدأت سلال المطاعم العالمية مثل كنتاكي وماكدونالد تقديم وجبات حلال في العديد من الدول غير المسلمة كما بدأت العديد من المتاجر العالمية مثل كارفور تقديم هذه الأطعمة بسبب إقبال غير المسلمين عليها بشكل لافت.

وقالت دراسة أعدتها مجموعة جامعات في الإمارات وكندا وباكستان وإسبانيا هذا العام إن السبب في إقبال غير المسلمين على الطعام الحلال هو سلامة الغذاء من الناحية الصحية وجودة الطعام.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد وقعت 600 مليون إصابة وأكثر من 400 ألف حالة وفاة بسبب تناول أطعمة غير صحية.

وأشارت المنظمة إلى أن 33 مليون إنسان يموتون سنويًا بسبب عدم سلامة الغذاء.

وأثبتت الدراسات أن جودة الغذاء التي تتأثر بطريقة تصنيعه تلعب دوراً كبيراً في زيادة الطلب عليه، وقد عرفوا الجودة بأنها تتعلق بالوقت والجهد المبذول في الحصول على الطعام وتخزينه وإعداده وتناوله وأثره على صحة المستهلك.

وبعيداً عن الدين، فإن العلماء وجدوا أن كل هذه العوامل تتوافر في الطعام الحلال، وهو ما يجعل غير المسلمين يقبلون عليه.

وقد أثبت العلماء أن عدم الترفق بالحيوان عند ذبحه، وهو أمر حض الإسلام ونهى عن مخالفته، يلعب دوراً في جودة الطعام الروحية التي تؤثر على سلامته ومذاقه وآثاره.

كما إن إرهاق الحيوانات قبل ذبحها وتجويعها وحبسها أو نقلها في جماعات كبيرة وبدوت تهوية كلها أمور تؤثر على سلامة لحومها بعد الذبح، وقد نهى عنها الإسلام تمامًا.

ولعل مسألة الاهتمام بالرفق بالحيوان تلعب دوراً في بحث غير المسلمين عن الطعام الحلال كونهم يجدون في طرق الذبح الإسلامية احترامًا للحيوان وترفقاً، بحسب الدراسات.

فهناك حيوانات تتعرض لضرب بشع على الرأس حتى تسقط ميتة ليتم ذبحها بعد ذلك وهو أمر مخالف للإسلام، وأثبتت الدراسات أنه يؤدي في الغالب إلى تسمم اللحوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى